أمانًا فإنّي مِنْ عِتابِكَ خائفُ=وعفوًا فإنّي بالجِنايةِ عارفُ أخافُ ذنوبًا أنتُ تعلمُ غيبَها=ولكنّني أدري بأنّكَ عاطفُ ألمْ ترَ أنّي قد أتيتُكَ سائلًا=ودمعي على خدّي مِنَ الشّوقِ ذارفُ ورِجلايَ قد خارَتْ لديكَ قِواهُمَا=سجدتُ على الأعتابِ والقلبُ راجفُ أناجيكَ ألّا تُخْزِني يومَ مبعَثي=إذا نُشِرتْ يومَ الحسابِ الصحائفُ وهلْ نظرةً يا بنَ البتولِ تَفُضّلًا؟=فإنّي على أعتابِ جودِكَ عاكفُ ولمّا دعا داعيكَ يا بنَ محمّدٍ=ومِنْ كربلا قدْ جاءَ ينعاكَ هاتفُ مشيتُ بيومِ الأربعينَ تلهّفًا=وليْ كبدٌ يغلي مِنَ الوجْدِ تالفُ مسيرٌ بِهِ قدْ وحّدَ اللهَ خلقُهُ=فقدْ جُمِعَتْ رَغْمَ الخلافِ الطوائفُ وأديانُ أهلِ الأرضِ فيهِ تجمّعَتْ=تُعانقُ إنجيلَ المسيحِ المصاحفُ هنالكَ أمواجُ الدموعِ تلاطَمَتْ=وبحرٌ مِنَ العشّاقِ نحوَكَ زاحفُ كأنكَ شمسٌ تجذبُ الأرضَ نحوَها=وكلُّ مدارِ الكونِ حولَكَ طائفُ أيا مَنْ بِهِ حارَتْ عقولُ ذوي النُّهَى=وفي كُنهِهِ قد تاهَ مَنْ هُوَ واصفُ أحقًّا لهيبُ الشمسِ نالَكَ حَرُّهُ؟=وظِلُّكَ فوقَ الخَلقِ باللطفِ وارفُ! وأعجبُ مِنْ هذا بقاؤكَ ظامئًا=وبحرُكَ يروي مَنْ هُوَ غارف تخافُ على الأطفالِ منْ بَطْشةِ العِدَى=وجيشُ العِدَى مِنْ بطشِ سيفِكَ خائفُ فيا مَنْ بِهِ قد ضمَّدَ الدهرُ جُرحَهُ=لماذا لحدِّ الآنَ جُرحُكَ نازفُ؟ أتقضِي ولا تلفيِ لِضُرِّكَ كاشفًا؟=وأنتَ الذي في الضِّيقِ للضُّرِّ كاشفُ لَعَمْرِي فأنتَ الفُلْكُ ينجو بِهِ الوَرَى=شراعُكَ مرفوعٌ وسَيلُكَ جارفُ سيسكنُ مَنْ والاكَ في الحشرِ جنَّةً=ويهْلكُ في نارِ الجحيمِ المُخَالِفُ أغِثْني وخُذْ كفّي إليكَ ونجِّنِي=فإنّي على نفسي مِنَ النارِ واجفُ قصدتُكَ لم أقصِدْ سِوَاكَ بحاجتي=فأنتَ حقيقيٌّ وغيرُكَ زائفُ وأنتَ شفيعي في الحسابِ وَمَنْ بِهِ=ألوذُ إذا اشتَدّتْ عليَّ العواصفُ فإنَّكَ إنْ تُقبِلْ عليَّ فذا المُنَى=وإنّي إذا أعْرَضْتَ عنّي لآسفُ حسينٌ أرى الأسماءَ تشبِهُ بعضَها=وما لَكَ في كلِّ اللغاتِ مُرَادِفُ سأبقى أدُقُّ البابَ هلّا فتحتَهُ=فعبدُكَ يا مولايَ في البابِ واقفُ