قدرٌ ، يوضّبُ موتَهُ وبنيهِ يمضي، كأنَّ الموتَ مِنْ أهلِيهِ كلُّ الرمالِ جنودُهُ، حَزَمَتْ حقائبَ جوعِها للماءِ ... كي تَرْوِيهِ الأرضُ تشربُ خطوَهُ حتّى الثّمَالةِ تنتشي وجدًا تسافرُ فيهِ معَهُ !! بياضُ الخَافِقَيْنِ، ودربُهُ ليلٌ طويلٌ غارقٌ في التِّيهِ يمشي فترتصفُ السماءُ، هياكلاً للدمعِ، جرحُ الغيمِ ما يُبْكِيهِ أنفاسُهُ، رئةُ النخيلِ، تبثُّهُ زهوَ الجمالِ بنهدةٍ تُحْيِيهِ يخضَرُّ في دَمِهِ الوجودُ، وما الدُّنَى إلا اليَبَاسُ، على لسانِ ذَوِيهِ يرثي على وقع الخيولِ صحائفًا وأظنُّها في سرِّها تَرْثِيهِ ظامٍ تحرِّكُهُ الصَّبَابةُ يشتهي شَفَةَ الفُرَاتِ لعلَّها تَسْقِيهِ وتصدُّهُ ... دأبُ الخؤونِ يصدُّ مَنْ لوْ شاءَ خمرَ دمائِهِ يُعْطِيهِ يا لَلْحُسَيْنِ مضرَّجًا بالغدرِ يحملُ جرحَهُ خبزًا إلى مُرْدِيهِ يرمي بعينِ اللهِ، حنطةَ فجرِهِ مبلولةً بالصبرِ، يسترضِيهِ أرَضِيتَ ؟؟ خُذْ وجعي الرضيعَ لَقَدْ أبى إلا إليكَ، مخضَّبًا أُلْقِيهِ خُذْ مِنْ دَمِي خصبًا لسنبلةِ الحياةِ دَمِي! حصادُ مواسمٍ نَجْنِيهِ خُذْنِي لقلبٍ التَّائِهِينَ سحابةً ولأنْتَ يا ربَّاهُ مَا تَهْمِيهِ خُذْنِي على رأسِ الرِّماحِ منارةً للحقِّ كيفَ تلفَّتَتْ تُزْجِيهِ فتسحُّ أفئدةُ السّماءِ، وقلبُهُ كونٌ مِنَ الآهاتِ لا يُثْنِيهِ طودٌ ، يعكِّزُهُ احتسابُ عقيلةٍ للآنَ، موكبُ دمعِها يَسْبِيهِ لبسَ انحناءةَ ظهرِهِ حتَى الفراتُ لينزعَ السّهمَ الذي يَحْنِيهِ فإذا بِهِ، ملقًى عليهِ، أظنُّهُ للهِ يضرعُ، مِنْ كفوفِ أخيهِ