نثرتَ الشّذى وردًا وضوّعْتَ يا نصلُ = تقاطرتَ مِسكًا أم بكى فصلَكَ الأصلُ؟ شفاهُ الرّدى عَطشى تضجُّ ولم يزَل = على ضفّةِ الفردوسِ نبعًا لهُ الفضلُ وما زلتَ تستسقي الأمانَ لهُم فلا = يكُفُّونَ سُؤلاً كلّما زِدتَهُم قلُّوا ترَجَّلتَ عُمرَ النّهرِ والنهرُ قد أتى =زنابقَ تشكُو روحَهُ ال خانَها السيلُ "أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتُكَ الصبرُ" = ورجعُ الصدى نارٌ، وقلبُ الخبا حقلُ حَرَثْتَ السّما حُبًّا وألقيتَهُم يعدُوا =بذورَ الهوى كانُوا وأرواحُهم نخلُ تبسَّمْتَ عطفًا والتفتَّ ك أيكةٍ = تضمُّ طيورَ الخوفِ إنْ عسعسَ اللّيلُ فكيفَ انتضى ظلُّ العتابِ لصفحةٍ = على وجنةٍ للشمسِ تهدي الذي ضلُّوا وماذا أرادَ اللّيلُ لمّا اكتسَى الدُّجى = يثيرُ صليلَ الحُزنِ والآهِ إذْ تعلُو يداكَ الرّوى تجري على سحناتِها =خطوطُ الهُدى وحيٌ تلاشى بِهِ الجهلُ هُنا مِن شفيرِ الغيب، كَرْمٌ بكَ اختفى = توشّحَ فيهِ النَّايُ صوتًا بِهِ يسلُو هُنا يطمئنُّ الصّمتُ للصّمتِ كُلّما = تلاقَت عيونُ العجزِ في جُرحِكَ الكحلُ سنا حُلمِكَ الرّاوي منارٌ وموجُها =على صخرةِ المعنى تبدّى لها الوصلُ أصَخْتَ النِّدا مِلحًا كأنَّ بحارَها = تلوذُ الأماني فيكَ إنْ راعَها الذلُّ تمدُّ يديكَ الصبحَ يا روعةَ النّدى = وعينُ النّوى بالشوقِ يَحدُو بها الطلُّ عَبَرْتَ المدى طيفًا على غُصنِ مديةٍ = تساقطَ منها خطوُكَ اللامِعُ الفصلُ هديرٌ تخطّى معولَ الصّبرِ في يدي = تشقُّ خبايا خافقي حينَ يبتلُّ

Testing
عرض القصيدة