أطلِقْ ربيعكَ فالجياعُ تكاثروا=حقلاً فحقلاً والخريفُ بيادرُ وأنا ودمعُ المُعدَمِينَ على فمي=ومعي نذورُ المُتعَبينَ تسافرُ وحقيبتي احتشدَتْ .. مساءٌ حائرٌ=يغفو .. فيوقظهُ صباحٌ حائرٌ زوّادتي وجعُ الذينَ تعتَّقَتْ=آمالُهُمْ .. وعلى مدايِ تناثروا مترقعٌ بالمترَفِينَ مِنَ الأسى=وخطايَ أنخابَ الحنينِ تعاقرُ أمشي على أثرٍ يُسابقُ حزنَهُ=فإذا الطريقُ كما الدليلِ محاصَرُ كلُّ المراكبِ في الضفافَ تجفَّفَتْ=منّي .. وساخَتْ في العُبَابِ بواخرُ مَنْ يقنعُ المرساةَ تطفو كلّما=عصفَتْ بأشرعةِ الضياعِ دوائرُ أحتاجُ خارطةَ الطرمّاحِ التي=منها الوجودُ إلى الخلودِ يهاجرُ أحتاجُ بوصلةَ الملائكةِ الذي=نَ على خُطَاهم تستفيقُ معابرُ وإذا المسيرُ الصعبُ أدرَكَ أنّني=فجرٌ .. فهذا الدربُ ليلٌ ماكرُ يا ربَّ هذا الوصلِ إنيَ كادحٌ=فمتى سيعتِقُنِي الجفاءُ العاثرُ ؟! سعيانِ في دربي مسيرٌ واقفٌ=يهفو .. يحرِّضهُ وقوفٌ سائرُ مِنْ فرْطِ ما اشتبكَتْ خُطَاي وجدتُني ال=مسعى وقد مرّتْ عَلِيْهِ عشائر أينوءُ بي عطشُ الوصالِ وقِرْبَتي=حَبلى .. ونبعُ الماءِ سقيٌ عاقرُ؟ أحتاجُ .. ردَّ صدايَ : حاجةَ خطوةٍ=تهوى الحسينَ وأنْ تفِزَّ بصائرُ اخلَعْ عَنِ الدّربِ المقدّسِ ظلمةَ ال=عشقِ المغفّلِ .. ما أراكَ تكابرُ اركضْ بعقلِكَ .. فالمسافةُ طولُها=جهلٌ يعكّزُهُ اعتقادٌ سادرُ هذا الحسينُ صديقُ مَنْ ألِفَ السم=اءَ وجادَهُ في الحبِّ وعيٌ ثائرُ آخى الصحارَى بالسّحابِ وقبلَهُ=جهلٌ يباسٌ أو هطولٌ جائرُ لا تنسبِ الأشواكَ للحزنِ الحسي=نِ فمِنْهُ فاحَتْ في الزّهورِ شعائرُ .. انزَعْ هواكَ إلى تُقَاكَ لتكتشِفْ=أنّ الحسينَ هنا أمامَكَ حاضرُ الدربُ أنتَ .. ومنكَ يبتدِئُ المسي=رُ وفيكَ ينتصرُ اللقاءُ الآخرُ فافْهَمْ حسينًا فيكَ .. وافْهَمْ عشقَهُ=فالوعيُ في حبِّ الحسينِ مغايرُ وادخلْ لصومعةِ البكاءِ مجرَّدًا=دمعٌ أذانٌ .. والحسينُ منائرُ لحِّنْ بقلبِكَ (ليتَنا كُنَّا) فمَا=في غيرِها انتصرَ النبيُّ الشاعرُ

Testing
عرض القصيدة