(قُلْ هُوَ) النَّحْرُ..
كَانَ (ذِبْحًا عَظِيمَا)
وَسِرَاطًا
بِنَزْفِهِ مُسْتَقِيمَا

مَدَّ مِعْرَاجَهُ
لِآخِرِ سَقْفٍ فِي اليَقِينِ المَحْضِ..
اسْتَفَزَّ النُّجُومَا

رَقْرَقَ الدمَّ فِي ثُغُورِ السَّمَاوَاتِ وَأَلْقَى
عَلَى الوُجُودِ السِّيمَا

هَا هُوَ الآنَ
قَدْ تَسَنَّمَ عَرْشَ الغَيْبِ
ضَوْءًا
مُجَرَّدًا
مَحْمُومَا

وَالمَجَرَّاتُ تَسْتَحِمُّ بِمَا أَوْرَى خُلُودًا
وَتَشْتَهِيهِ نَدِيمَا

وَتُصَلِّي عَلِيْهِ
صَفًّا فَصَفَّا
ثُمِّ تُزْجِي شُمُوسَها تَسْلِيمَا

شَيْبَةُ الأُفْقِ
آنَسَتْهُ خِضَابًا وَبَيَاضًا
تَعُبُّ مِنْهُ الغُيُومَا

أَنْسَنَ الحُزْنَ
فَاسْتَفَاقَ نَبِيًّا
وَرَمَى فَوْقَ مَنْكِبَيْهِ العُزُومَا

هُوَ وَالصَّبْرُ
فِي لَيَالِي التَّجَلِّي
أَلْجَمَا كَفَّ مَنْ (يَدُعُّ اليَتِيمَا)

مُذْ تَوَاصَى
بِمُهْجَةِ الخَيْلِ ظَمْأَى
حِينَمَا ذَاقَتْ الخُيُولُ السَّمُومَا:

رَشَّفَ الدَّهْرَ دَلْوُهُ الشَّهْمُ
جُودًا
غَايَةُ الجُودِ أَنْ تُغِيْثَ اللَّئِيمَا

هَا ضُلُوعٌ تُرَمِّمُ الحُبَّ
تَنْفِي عَنْ قُلُوبِ الأَنَامِ
حُبًّا رَمِيمِا

جَسَدًا كَانَ
وَالأَدِيمُ انْكِشَافٌ
نَحْوَ عَرْشٍ لِقَاصِدِيهِ أُقِيمَا

كَانَ قَدْ عَطَّرَ التُّرَابَ
اخْضِرَارًا فَاحْمِرَارًا
فَأَبْدَعَ المَشْمُومَا

قَالَ لِلْجُرْحِ
كُنْ أَمِيْرَ السَّوَاقِي وَافْرِشِ الآنَ
نَزْفَكَ / التَّسْنِيمَا

وَابْتَرِدْ مِنْ خِيَامِ زَيْنَبَ عِزًّا
مُوْغِلًا فِي الِإبَاءِ
يُطفِي الهُمُومَا

رَأسُهُ الوَقْتُ
رُمْحُهُ عَقْرَبٌ مَالَ تِجَاهَ (القَدِيمِ)
عِشْقًا قَدِيمَا

يَا لِ (رَأْسٍ / مُحَمَّدٍ)
غَارَ فِيْهِ ال رُّمْحُ حَتّى
أَسَالَ مِنْهُ (الحَطِيمَا)

وَتَدَلّى
فَكَانَ قَابَ انْبِعَاثٍ
بَرْزَخًا بَرْزَخًا يَهُشُّ الحُتُومَا

خِنْصِرٌ وَاحِدٌ
بِعَاشُورَ يَكْفِي
كَيْ تُعِيدَ الخَنَاجِرُ التَّقيِيمَا

هَكَذَا
نَبَّهَ الحُسَيْنُ المَوَاضِي
وَأَرَاهَا غُرُورَهَا المَزْعُومَا

فَأُبُو الفَضْلِ
فِكْرَةٌ
لَيْسَ سَيْفًا
لَيْسَ نِدًّا يَهْوَى الوَغَى وَغَرِيمَا

بَل أَخًا شَاهَدَ الحُسَيْنَ وَحِيدًا
فَرَأَى النَّهْرَ
فِي الضِّفَافِ رَجِيمَا

وَانْبَرَى يَكْشِفُ العَسَاكِرَ
لُطْفًا بِالحَيَاةِ التِي
تُحِبُّ الوُجُومَا

قَلْبُ عَبْدِاللِه الذِي
صَارَ رَمْلًا
عَلَّم الرِّيحَ أَنْ تَكُونَ نَسِيمَا

صَبَّ (إِبْرِيقُهُ) البَرَاءَةَ
حَقْلًا مِنْ خُدُودٍ
فَأَتْقَنَ التَّصْمِيمَا

لَمْ يَكُنْ
نَائِحًا كَنَوْحِ الثَّكَالى
يُجْفِلُ الدَّمْعَ حِينَ يَنْوِي القُدُومَا

إِنَّمَا يَعْزِفُ الصُّمُودَ
فَيَسْبِي مُهْجَةَ النَّايِ..
يَجْتَلِيهِ رَقِيمَا

يَحْرِثُ المَهْدَ
يَسْتَمِيلُ الَأَمَانِي وَيَفُلُّ القِمَاطَ
فُلًّا وَرِيمَا

قَمَرًا كَانَ
فَوْقَ رُمْحٍ طَوِيلٍ
وَالأَقَاصِي عَلِيهِ تَحْثُو التُّخُومَا

لَيْتَنَا نُحْسِنُ ارْتِشَافَ الظَّمَا
مِنْ ثَغْرِهِ / البِئْرِ..
نَسْتَشِفُّ الحَكِيمَا

وَلِذَا
خَارِجَ الأَنَا جِئْتُ فُلْكًا
قَدْ رَفَعْتُ المِرْثَاةَ
حَتَّى أَعُومَا

قَدْ تَوَثَّبْتُ
لِلْخُرَافَةِ عَقْلًا
أَفْقَدَتْهُ الهَوَاجِسُ المَعْصُوْمَا

وَقَدَحْتُ السُّؤَالَ
مُهْرَةَ وَعْيٍ حَمْحَمَتْ
إِذْ تُخَاطِبُ (اليَحْمُومَا)(1)

فَرَأَيْتُ الحُسَيْنَ
أَبْلَغَ شَجْوًا
مِنْ صَدًى
نَغَّمَ الَأسَى تَنْغِيمَا

وَرَأَيْتُ الحُسَيْنَ
أَسْرَعَ جَرْيًا
مِنْ دُمُوعٍ
تَعَاهَدَتْهُ رُسُومَا

وَرَأَيْتُ الحَوْرَاءَ
عِطْرَ عَفَافٍ
لا دُخَانًا
مُوَارِبًا مَهْزُومَا

وَاتَّكالًا عَلَى العَشِيرَةِ وَهْنًا
بَلْ نِضَالًا
بِسِتْرِهَا مَحْكُومَا

يَا لَتِلْكَ القُيُودِ كَيْفَ اسْتَرَاحَتْ
فِي يَدَيْهَا
تَلُوكُ وَجْهًا خَصِيمَا؟!

أَفْهَمَتْ سَوْطَها الحَيَاءَ
فَعَادَ السَّبْيُ مُلْكًا
وِإِنْ أَمَضَّ كَرِيمَا

أَكْمَلُ العِزِّ
أَنْ تُكَابِدَ غَيْمًا
ثُمَّ مِنْ رَحْمِها
تَسُلُّ الهَزيمَا!

تِلْكَ مَخْدُومَةُ المَلائِكِ
مُذْ مَرَّتْ بِبَالِ الفِرْدَوْسِ
غَضَّ الكُرُومَا

لَمْ تَزَلْ تَخْطُبُ الجِرَاحَ
لِسَانًا عَرَبِيًّا..
تُمِيطُ عَنْهَا السَّدِيمَا

فَإِذَا بِالطُّفُوفِ
كَوْكَبُ فِكْرٍ
نَاصِعًا يُوقِظُ المَدَى المَعْدُومَا

والحُسَيْنُ الأَصِيلُ
مِشْكَاةُ نُورٍ
رَوَّضَتْ فِي
سَاحِ القُلُوبِ الكُلُومَا

لَمْ يَكُنْ فِي الوُجُودِ
حَائِطَ مَبْكًى
لا وَلا ذَاتَ بِدْعَةٍ أُقْنُومَا

كَانَ إِصْلاحِيًّا
حَدِيقَةَ حَقٍّ
(مَنْحَرًا) كَانَ فِي الحَيَاةِ (قَوِيمَا)

Testing
عرض القصيدة