أتْعَبَ القَلْبَ في اغْتِرابي الحَنينُ= يا حَبيبي، وَقَدْ عَراني الجُنونُ أتَحَرَّى السَّماءَ عَلَّكَ فيها= أوْ شُعاعًا يَدُلُّني سَيَبِينُ واقِفٌ وَالزَّمانُ يَمْضي؛ لَعَلِّي= أتَناسى، وَتَعْتَريني الظُّنونُ راحِلٌ وَالمَكانُ عِنْدي سَواءٌ= غُرْبَةٌ في بَقائِها مَسْجونُ وِحْدَةٌ لا التي تَكَلَّمَ عَنْها النْ = نَاسُ، لَكِنْ تَأوُّهٌ وَحَنينُ كَمْ نَهارٍ وَلَيْلَةٍ أجْرَعُ الهَجْ = رَ، وَتَمْضي عَلى لِقانا السِّنينُ وَأنا في الخَيالِ واعَدَني الل = هُ لِقاءً لَمْ أدْرِ أنَّى يَحينُ لَيْسَ لِلحُبِّ في سِواكَ حَياةٌ= يا حَبيبي وَإنَّ عَيْشي شُجونُ لَكِنِ الذِّكْرَياتُ تَمْلَأُ قَلْبي= أمَلَ اللُّقْيا؛ كَيْ يَزيدَ اليَقينُ أنَاْ يا روحي شَطْرَ بَيْتِكَ وَلَّيْ = تُ، وإنِّي بِغَيْرِهِ لا أكونُ طِفْتُ بِالجِدْرانِ العَتيقاتِ، نادَيْ= تُكَ: "لَبَّيْكَ إنَّني المَجْنونُ" وَهُناكَ انْتَفَلْتُ وَانْتَبَهَ الصُّبْ = حُ، وَلَكِنْ بِالانْبِلاجِ ضَنينُ ابْعَثِ الكَوْنَ مِنْ يَدَيْكَ ضِياءً= وَاصْرَخِ الآنَ كَيْ يَضِجَّ السُّكونُ عاثَ فينا الزَّمانُ وَالْتَقَفَ الفَتْ = وى رُعاعٌ، وَكادَ يَهْوي الدِّينُ أنْتَ موسى وَكُلُّنا هارونُ= أتَراهُمْ؟ إمامُهُمْ فِرْعَوْنُ بيعَتِ النَّاسُ بِالدَّراهِمِ، وَاسْتَحْ = يَتْ نُفوسَ الأحْرارِ تِلْكَ الذُّقونُ صارَ فينا الأمينُ يَأتَمِنُ الدِّينا = رَ، لَوْ زِيدَ آخَرًا سَيَخونُ صارَتِ النَّاسُ اليَوْمَ تَأتَلِفُ الفَقْ = رَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ لَها قارونُ وَشُعوبٌ تُعايِشُ الحَرْبَ عُمْرًا= قَدْ تَوالَتْ عَلى ثَراها العُيونُ وَفِلِسْطينُ قِصَّةُ الأرْضِ تُرْوَى،= أيُّ صَبْرٍ بِقَلْبِها مَرْهونُ؟ يُسْلَبُ الطِّفْلُ مِنْ يَدَيْهِ أباهُ؛= لِيُقاسي حَياتَهُ المِسْكينُ غابَ عَنْهُ الأمانُ، وَافْتَرَشَ الأرْ = ضَ، فَلا البَيْتُ دائِمٌ لا الحُصونُ نادَتِ العُرْبَ: "لا تَباكَوا، أفيقوا= قاتِلي في يَدَيْكُمُ سِكِّينُ" حَمَلَتْ فَوْقَ تُرْبِها شُهَداها= يا تُرى هَلْ سَيُنْبِتُ الزَّيْتونُ؟ وَدَمٌ طاهِرٌ عَلى الأرْضِ نادى:= "لَيْسَ لِلقُدْسِ إخْوَتي تَثْمينُ" وَالعِراقُ الجَريحُ أيُّ كَلامٍ= أنْتَقيهِ لِمَنْ أبوهُ الحُسَيْنُ؟ مُنْهَكٌ يَمْسَحُ الجِراحَ وَحيدًا= لَمْ يُغِثْهُ مُطَبِّبٌ أوْ مُعينُ لَمْ تَدَعْهُ الحُروبُ يَنْعَمُ يَوْمًا= وَطَنًا يَسْتَغيثُهُ المَغبونُ عَرَفَ الحُزْنَ في الغَرِيِّ يَتيما= يَوْمَ أرْدى أباكَ ذاكَ اللَّعينُ يَوْمَ قيلَ: "القِتالَ، قَتْلُكَ فَرْضٌ"= شَهَروا السَّيْفَ، فَاسْتُبيحَ الدِّينُ أيُّ قَلْبٍ تُرى حَمَلْتَ وَقَدْ أوْ = دى، عَلى صَدْرِكَ الرَّضيعَ المَنونُ أصْبَحَتْ كَرْبَلاءُ جَنَّةَ أرْضٍ؛= لِلذي في تُرابِها مَدْفونُ وَفَدَتْ حَوْلَهُ مَلائِكَةٌ في= فَمِها تَسْبيحٌ، وَحورٌ عِينُ لِلذينَ اصْطَفاهُمُ اللهُ يأتو = نَكَ شَوْقًا، وَخَوْفُهُمْ مَأمونُ يا لِذاكَ اللِّقاءِ؛ تَفْتَحُ بِالشُّبْ = بَاكِ حِضْنًا أريجُهُ النِّسْرينُ تَتَشافى القُلوبُ، تُغْسَلُ بِالدَّمْ = عِ، وَيَعْلو عِنْدَ الضَّريحِ الأنينُ وَأبو الفَضْلِ اللَّيْثُ لَيْسَ يَعيشُ القَبْ = رَ؛ ما يأوي الأُسْدَ إلّا العَرينُ كانَ يُعْلي الزَّئيرَ؛ عَلَّ يُناغي= لَبُؤاتٍ تُريعُهُنَّ السُّجونُ وَحَبيبٌ هُناكَ يَلْمَحُ مُشْتا = قيكَ، إنَّا بِشَوْقِنا نَسْتَعينُ لَحَظاتٌ لَمْ تَخْتَزِلْها اللِّقاءا = تُ؛ لِيَمْتَدَّ بِانْتِهاها الحَنينُ لَيْسَ يَخْبو الحَنينُ، يُشْعِلُهُ الحُبْ = بُ الذي في أمْشاجِنا مَعْجونُ إنَّنا في الحَياةِ ما زادَنا الل= هُ بَقاءً إلَّا لِيَبْقى الحُسَيْنُ!

Testing
عرض القصيدة