قد عادَ شهرُك، يا شهرًا بِهِ العجبُ=كَلونِ جَمْرٍ، لما يَحوي بِهِ العتبُ وصوتِ سَبيٍ وذي ثأرٍ وليلَتَهُمْ=كأنَّهُمْ في الدُّجَى غطّاهُمُ التَّعَبُ ما غِبْتَ مَولايَ، ما زالَتْ تُرافِقُنا=صَرْخاتُ دَمِّكَ، مهما سَيْطر الصَّخَبُ ما زِلتَ أنتَ.. مِنَ الأصلابِ مُنتَشِرًا=فينا، كَما ينتشي إثمارَهُ الخَصَبُ مُحَرَّمٌ عادَ، لكِنَّ المماتَ لهُ= مُحَرَّمٌ، شَهِدَتْ في خُلدهِ الكُتُبُ وفي حِدادٍ: يُرِيحُ المَوتُ ساعدَهُ=وتُصْبحُ الشَّمْسُ لَيلاً.. ما بِها لهَبُ كأنَّ دمَّ الأسى في حالِ مصرعِهِ=لا ماءَ سالَ .. ودمُّ النحرِ ينسكبُ وأنَّ ظُهرًا بذاكَ اليومِ مرتعشٌ=صوتُ الحسينِ الذي ما صاغَهُ الأدَبُ تَوَقَّفَ الوَقْتُ عَنْ ذاكَ المسيرِ؛ لكي=يُصغي لِوقتٍ على الأَحزانِ يَنْتَدِبُ مولايَ، كانَتْ .. وما زالَتْ إليكَ حَرَا=رَةٌ بِأعراقِنا.. لا ليسَ تَنْسَحِبُ حَقَنْتَ في شيعَةِ الأَجدادِ مِنكَ دَمًا=فصارَ حُبُّكَ في ما يَنقُلُ النَّسَبُ باقٍ عزاؤُكَ في الأكوانِ مُشتَعِلاً=وكربلاءُ زمانٌ، خالدٌ، يَجِبُ حتَّى ظهورٍ إلى القرآنِ في يدِ مَنْ=(بقيّةُ اللهِ) قد أُعطى لهُ اللَّقَبُ مولايَ كلُّ الهوى يَرنو إِليكَ وَهَا=عُدنا لِذكراكَ بِالآهاتِ نَنْتَحِبُ قد عُدْتَ فردًا بِلا تأويلِ واقعِهِ=حيثُ الزّمانُ بِهِ لا شكَّ ينقَلِبُ

Testing
عرض القصيدة