بَيْنَ الطُّفوفِ وَأَنْبِيَائِكَ سُلَّمُ
صَلَّى عَلَيهِ العَاشِقونَ وَسَلَّمُوا

هُوَ سُلَّمٌ مِعرَاجُهُ قَطْفٌ
تَبَارَكَ وَرْدُهُ ضَوْعٌ يُقَدِّسُهُ دَمُ

هُمْ أَنبِيَاءُ الوَردِ .. جَلَّ أَرِيجُهُم
بَينَ انْبِلَاجِ شَهَادَتينِ .. تَبَسَّمُوا

هُمْ مَنْ هُمُ،
من أيِّ ضوءٍ، أيِّ فجرٍ،
رَتَّلَتْهُمْ نجمةٌ تَتَرَنَّمُ

هُمْ مُمْرِعُونَ بِعشقِهِمْ
فتجسَّدوا للطَّفِّ خَيرَ حكايةٍ
مُذْ هَوَّمُوا

مُذْ كَرْبَلُوا ...
بينَ الضُّحَى ووجوهُهُمْ سِرٌّ جليلٌ
لا يبوحُ بِهِ فَمُ

الليلُ .. يَلْهَثُ خَلْفَهُمْ جَمَلاً
فَمَا اتَّخَذُوهُ دُونَكَ حَائِلاً أَوْ أَحْجَمُوا

كَانَ اقتِرَاحُهُمُ الضُّحى
فَتَرَقرَقُوا عِشقًا نَبِيًّا .. مُذْ بِحُبِّكَ أَحْرَمُوا

تَخْضَرُّ في كَلِمَاتِهِم مُدُنٌ
وَتَحتَ سِيوفِهِم ظُلمُ الدُّجى يَتَحَطَّمُ

فَوْقَ السُّؤالِ
تَفَتَّحُوا لِلطَّفِّ أَجْوِبَةً .. تَرَى أَنَّ الشَّهَادَةَ بَلسَمُ

وَعَلَى كُفوفِهُمُ المُضيئةِ .. أَنْهُرٌ ظَمأَى
وَلَكِنْ مِنْ شِفَاهِكَ تَلثُمُ

مُذْ أَخْجَلَ العَطَشُ العَنيدُ فُراتَهَ
واحمَرَّ في خَدَّيْهِ رُمْحٌ أَسْحَمُ

وَأَبَتْ عيونُ النّهرِ إلا دمعةً مغرورقًا فيها
جَفَافٌ مُعْدَمُ

جَاؤُوكَ حَيْثُ الجُرْحُ .. شَقَّ وَثَاقَهُ
وَعَلَى رِمَالِ النَّازِفِينَ .. تَبَرْعَمُوا

سَالُوا
عَلَى رَمْضَاءِ طَفِّكَ أَنْهُرًا
فَحَكَى الفُرَاتُ .. بَأَنَّ صَبْرَكَ زَمْزَمُ

مَسَحُوا .. على حَجرِ الطفوفِ
فإذْ بِهِ مِنْ فورةِ الغضبِ الهَمَى يتكلَّمُ

شَرِبُوا .. هَوَاكَ عَقِيدَةً
وَرَأَوكَ فِي مَعنَى الخُلودِ .. حَقيقةً لا تُكْتَمُ

يمضونَ حيثُ اللهُ .. سَنَّ جِنَانَهُ
مُتَمَسِّكِينَ بِعُرْوَةٍ لا تُفصَمُ

عَلِمُوا .. بِأَنَّ نَجَاتَهُم
أَنْ يَصْحَبُوا تِلْكَ السَّمَاءَ وَدُونَهَا لَنْ يَنْعَمُوا

فَاسَّاقَطَوا .. فوقَ الرمالِ كواكبًا
كَيْ يُعلنَ الحزنَ الفسيحَ مُحَرَّمُ

Testing
عرض القصيدة