تنمو وتزهرُ إنَّ غيرَكَ يذبلُ=يا أيُّها النذرُ القتيلُ الأوّلُ تنمو بوسعِ المشرقَيْنِ مسافةً=فيها نماؤكَ مِنْ نمائِكَ يخجلُ تمتدُ تطوي كلَّ أفقٍ خائبٍ=وتخطُّ أُفقاً في سمائِك يَرفلُ تمشي فتتبعُكَ النحورُ حمائمًا=تستطعمُ الذبحَ النبيلَ وتَهدلُ وتشدُّ وجهَ الدهرِ حتّى ينثني=طوعًا ليومِكَ ما يروحُ ويُقبلُ يا سيّدَ الوجعِ الأخيرِ مهابةً=تأتي إليكَ الرائعاتُ الثُكّلُ لتخيطَ مِنْ معناكَ طعمَ حيائِها=يا أيُّها الجرحُ الذي لا يبخلُ هذي جراحُ الماءِ تشربُ ذنبَها=عذرًا قديمًا أيُّها المترمِّلُ تأتيكَ أحجارُ الطفوفِ نوادمًا=ولأنّها ما أنصفَتْكَ ستُعْوِلُ يأتِيكَ كلُّ النّخلِ يأكلُ صمتَهُ=ما كانَ أوَّلَ ناصِرِيكَ فيُقتَلُ ها قد أتيتُك واليتامى موطنٌ=بسماتُهُ طفٌّ ببابِكَ يُشْتَلُ ها قد أتيتُكَ تستفيقُ مواجعي=وألمُّ شوقَ العاشقِينَ وأثملُ ها قد أتيتُكَ لا شريكَ يُشدُّني=إلاّ افتقاري أَيُّهَا المتفضّلُ وأسيرُ تحمِلُني إليكَ مواسمٌ=ثَكْلَى ويُتمي عندَ رملِكَ سنبلُ يا جنّةً وسعَ المروءةِ زِرُعُها=وثمارُها الفقراءُ عندَكَ تَكملُ يا سيّدَ المَعْنى ويا أسرارَهُ=ما حدُّك الأزليُّ، هل يتأوّلُ؟ مِنْ أينَ يأتيكَ الفناءُ وأَنْتَ تق=تقرحُ الحياةَ على الحياةِ فتَقبلُ؟ آهٍ نبيَّ الماءِ تُذْبَحُ ظامئًا=كيفَ اصْطِبارُ الماءِ بعَدَك يُنهَلُ؟ تبقى وإنْ أكلَ الزمانُ سنينَهُ=أَوَ مثلُكَ اليَخْشَى البقاءَ فيرحلُ؟

Testing
عرض القصيدة