لوِّنْ شفاهَكَ بالترابِ مقبِّلا = ها أنتَ بالوادي المقدّسِ كربلا وبعينِ دمعِكَ لا بعينِكَ رَطِّبِ = الجسدَ الذي ظلَّ الثلاثَ مُجَندَلا وأَنِلْ عتابَكَ مَنْ تعلقمَ ماؤهُ = لمّا دنا ظامي الزمانِ لينهلا مازالَ يهدي الشاربينَ جداولاً = وعلى يديهِ دمُ الحسينِ تجدْوَلا قُلْ للفراتِ وقدْ حَلا لسقاتِه = لو لم يُدَفْ بدَمِ الهواشِمِ ما حلا عَنْ أيِّ فاجعةٍ أردُّ مدامعي = أمْ أيِّهنَّ إذا دُعيتُ تجمُّلا يا بْنَ المثاني السبعِ أعني يا بْنَ = فاطمةٍ وأشرفِ مَنْ تَنَزَّلَ مُرسَلا جبريلُ هَدْهَدَ مَهْدَهُ ، لولا يقولُ = الناسُ قدْ غالى، لَقُلْت ُ مُنَزَّلا لرِضاكَ دمعي وارتجافُ أضالعي = أرأيتَ منها ما تعذَّرَ أو سلا؟ ورضيعُكَ ألعطشانُ يبسمُ للدِّما = إذْ ثَغْرُهُ بدَمِ الوريدِ تبلّلا لم يشهَدِ التاريخُ أقذَرَ مِنْ يدٍ = ترمي ولا مِنْ نحرِ طفلِكَ أنبلا سهمٌ تريَّشَ حقدَ هندٍ فيهِ حقدُ = الأرضِ أوترَ قَوسَهُ وتَحرملا كيفَ انتبهتَ وما انتبهتَ لنَصلِهِ = ما بينَ كفِّكَ والقماطِ تسلَّلا أم كيفَ رَفْرَفَ كالحمامةِ كفُّهُ = يومي لثغْرِك يا حسين مُقبِّلا فتنازعوا والسهمُ ألَّفَ بينَهم = فأصابَ جدَّكَ إذْ أصابَكَ أوّلا وتركتَ نزفَكَ صاعدًا نحوَ السّما = فأهالَها عطشُ النزيفِ وأذهلا وعيونُ جدِّكَ وهيَ تجمعُ ما رَمَيْتَ = حَكَينَ نزفَكَ واتَّبَعْنَكَ هُمَّلا وعيونُ أمِّكَ وهيَ تغسلُ بالدموعِ = نثارَ أشلاءٍ توزَّعَتِ الفلا حينَ احْتَمَلْتَ السهمَ ثمَّ نزعتَهَ = فأصابَ مِنْ غيرِ احتمالِكَ مَقْتَلا فتَمَلْمَلَتْ بأنينِها لمّا رَأَتْ = مازالَ فيكَ مِنَ الأنينِ تململا يا آيةَ الصبرِ الجميلِ، على مَهيضِ = جراحِهِ صبرُ السيوفِ تفلّلا لولاكَ لم ينْجُ الوجودُ ولم يَكُنْ = ولظلَّ مُلْقًى في الضآلةِ مُهمَلا حُشِرَت وعُطِّلَتِ العِشَارُ وما تَكَوَّرَ = في الكتابِ إذِ استقامَ تعطَّلا والثأرُ أحصى قاتلِيكَ إلى قريبٍ = مِنْ أمانيِّ الظهورِ تأجّلا يا سيّدَ اللاءاتِ والرفضِ المُؤوَّلِ = حيثُ يأبى الرفضُ أنْ يتأوَّلا وعيونُ عرشِ اللهِ والملأُ الملائكُ = قد صبغْنَ السبعَ سبعًا ثُكّلا يا أمةً هيَ مبتلاةٌ بابنِ بنتِ = نبيِّها أم أنتَ فيها المُبتَلَى واللهُ ينظرُ لسْتُ أدري ما يراهُ = وجلَّ عمّا لا يُرى أنْ يُسأَلا الأرضُ ملكُكَ حيثُ شئتَ أمينةٌ = لو كنتَ قُلتَ (بلى) ولكنْ قلتَ (لا) سبعونَ ألفًا مدبرونَ وقد رأَوا = وجهَ المنيّةِ خَلفَ وجهِكَ أقبلا ويتيمةٌ يسعى وراءَكَ خوفُها = أبَهْ قلْ لساعي الموتِ أنْ يتمهلا كي تمسحَ الرأسَ المعدَّ لِيُتْمِهِ = فغدًا يقولُ لكلِّ قارعةٍ: بلى وتُريكَ كيفَ على خرائِبِ خدِّها = راحَتْ سواقي الدمعِ تجري حنظلا قمرُ العشيرةِ مَنْ تركتَ على الشريعةِ = بالجراحِ مِنَ الجراحِ تغسَّلا لم يلتفِتْ لأكفِّهِ أوعينِهِ = وبصدرِهِ اغْتَرفَ الكتائبَ أعزلا والجودُ ينزفُ مثل َنزفِ جراحِهِ = بدرًا على وجهِ الرمالِ ترجّلا متوسّلاً بالموتِ دونَ أكُفِّهِ = والموتُ بينَ يَدَيْهِ ماتَ توسُّلا أمرمّلاً عندَ الفراتِ تركتَهُ = أم أنَّ قلبَكَ مَنْ تركتَ مُرَمَّلا فأسرَّ قلبُكَ أنَّ مَنْ بالأمسِ = ظامي كربلاءَ اليومَ ساقي كربلا يا عينَ زينبَ إذْ خَلَتْ مِنْ خِدْرِها = لم تَخْلُ باكيةً على خدرٍ خلا حطَّتْ وأعشَبَتِ المصائبُ فوقَ = هامةِ رأسِها وأراحَ راحتَهُ البلا عينٌ على الرأسِ المسمَّرِ بالقَنَا = عينٌ على الشّفةِ المضاءَة بالصلا وعلى اليتامى والسبايا والعليلِ = تَعُدُّ أدمُعَهُ وتحفظُ ما تلا عينُ استِحِي يا عينُ لو أَمِنَ القَطَا = لغفا أمَا لكِ والكرى أنْ تَخْجَلا اليومَ قد خَلَتِ الديارُ مِنَ الأحبّةِ = لم تَعُدْ كالأمسِ تعبقُ منزلا المؤمنونَ سنابلٌ واللهُ مَنْ = بَذرَ الهواشمَ للهدايةِ سنبلا أكرامةً أنَّ الطليقَ وحزبَهُ = صارُوا لسنبلةِ الهدايةِ منجلا؟

Testing
عرض القصيدة