إنْ أبصرَتْ عيناكَ ما لا يُحجَبُ = في عينِ صبٍّ بارقاتٌ تُسكَبُ فاعلمْ بأنّ القلبَ منهُ على هوًى = والنّارُ في قلبِ المحبِّ تَلَهَّبُ ذوبًا نظمتُ وسهمُ عذلٍ صَابَني = أيُلامُ مجنونٌ لحرفٍ يُكتَبُ؟ خلِّ الملامةَ عاذلي واسمَعْ فَكَمْ = سلَكَتْ عيوني ليلَها تتقرّبُ وتوضّأَتْ كفّايَ وجدًا حارقًا = تخذَتْ لها محرابَها تتنضَّبُ وازَّمَلَتْ وَجَعَ السّنينِ تَدَثَّرَتْ = بصدى الأنينِ على الأنينِ تنحَّبُ والرّوحُ تستجدي إدامَ تعشُّقي = عمري انقضى وأنا النحيلُ الأسغبُ صدْعٌ بذاتي والثنايا أزلِفَتْ = ظمأَ السّنينِ لعلَّ فيهِ المشعَبُ رمضٌ همَى ظنًّا سيُطفي فالتقى = رمَضًا بقيظٍ والحشاشةُ مِقنبُ عندَ الهجيرِ بيومِ حزني وقفتي = والبِيضُ مِنْ قاني الرسالةِ تسكبُ والشمسُ حمراءَ استحالَتْ مِنْ دَمٍ = وكأنَها عندَ الظهيرةِ تغربُ وفدافدُ القتلى تواري غصّتي = وجريدُ نخلٍ فوقَ كفٍّ يندبُ سَقَّاءُ جنبَ النهرِ دونَ أكفِّهِ = عطشٌ بقربتِهِ وسهمٌ يثقُبُ ويهزُّني عطشٌ بسهمٍ يستقي = نحرَ الرّضيعِ لعلَّ منهُ سيشربُ وأرى شبيهَ المُصطفى في كفِّهِ = كأسٌ هوَ الأوفى وفاطمُ تنحبُ وفتَى ليصلحَ نعلَهُ قد عافَهُمْ = ما همَّهم للمجتبى لو يُنسَبُ واستقبلَ التربُ الكرامَ أجنَّهُمْ = حبُّ الحسينِ فأيُّ حبٍّ أعذبُ؟ يا كربلا دُلِّي الغريبَ فإنَّني = فيكِ الغريبُ وباللِّقا كَمْ أرغبُ فرَمَتْ بعيني ناحَ سبطِ محمدٍ = فوقَ الثرى أوداجُ أحمدَ تشخبُ وعلى القَنَا لثمُ النبوّةِ ذاكرٌ = ألرأسِها رأسُ الرسالةِ يُصلَبُ؟ مقطوعُ خنصرِهِ يناجي بالهوى = اُقتُلْ فما مالَ الفؤادُ الأقربُ والأعوجيّاتُ التي مرّتْ على = صدرِ الحسينِ أنينُها كم يُكرِبُ وسمعتُ من شاطي المنيّةِ هاتفًا = طأطئْ برأسِكَ دونِ خدرٍ زينبُ والنارُ شبَّتْ في الخيامِ وخافقي = والسوطُ متنَ الرّوحِ أمسى يضرِبُ تبكي عيوني ذكرَ رزءٍ حسينِها = والطفُّ نجوى الحرفِ منها يُكتبُ ما الغيدُ في بالي ولا سوطُ الهوى = والليلُ صهوةَ دمعتي كم يركبُ فأجولُ رملَ الطفِّ يمسحُ عَبْرتي = قبرٌ تعمّرَ والقبابُ تُذهّبُ وألوذُ بالقفصِ السَّكونِ أضمُهُ = فإلى متى وَجْدًا بحلمي أقرَبُ وإلى متى كالطيرِ يخذِلُني الهوى = أتُرى بيومٍ ناحَ عشقي أحصُبُ ديني الفداءُ وقِبلتي في كربلا = وحسينُها يا مَنْ تلومُ المذهبُ إنْ أبصرَتْ عيناكَ قبري خُطّها = عشقَ الحُسينِ فهَلْ تراهُ يُعذّبُ

Testing
عرض القصيدة