فصّلتُ لي كفَنًا بلونِ دماكَ = وأتيتُ طفّكَ أبتغي رُؤياكَ مِنْ أحمرٍ صبَغَ الدُنى بنزيفِهِ = تبدو أمامًا والزمانُ وراكَ وأنا وراءَكَ تابعٌ بعزِيمتي = وعليَّ قد ظهَرَتْ جُروحُ هوَاكَ مَنْ لم يُصِبْ في الحُبِّ جُرحًا غائرًا = فلَقد أصابَ مِنَ الشُعورِ هلاكا ما قد سمِعتُ لقَد أصمَّ مسامعي = أنَّ المنيَّةَ يومُها وافاكَ يا مَن شرِبتَ كُؤوسَ موتِكَ راضيًا = مسَحَ الإلهُ على جوًى بِحَشاكَ أتخِرُّ مِنْ فرَسِ المنونِ مُضرّجًا = بدَمٍ عبيطٍ سيلُها غطّاكَ ويُحمحمُ المُهرُ الحزينُ مُعلِّيًا = صوتَ الظليمةِ نادبًا لنساكَ فلَذاتِ إحساسِ البتولِ تصارخوا = إنَّ الّذي ترجونَ خرَّ هُناكَ خلّفتُهُ مُلقًى على وجهِ الثرى = وأتيتُ أُخبِرُكم بمحنةِ ذاكَ صاحَ الظليمةَ مِنْ فِعالِ جماعةٍ = قتَلتْكَ لم ترعَ الّذي ربّاكَ فأتينَ والأعماقُ صارَتْ جمرةً = مِمّا بِجورِ الظالمينَ دهاكَ فرَأينَ شِمرًا حاملًا لمُهنّدٍ = جاثٍ بصدرِكَ بالنِعالِ وَطَاكَ فكأنَّ كفًّا مِنكَ مُدَّتْ نحوَها = مسَحَتْ أساها والتَقَتْ بِحِمَاكَ لكنّ زينبَ بالفجيعةِ أصبحَتْ = مُغمىً عليها مِنْ عظيمِ بَلاكَ يا ويحَ نفسي حينما شِمرٌ هوى = بالسيفِ قطَّعَ يا حُسَينُ قَفَاكَ وأكبّ وَجهًا زاهيًا فوقَ الثرى = عينُ السماءِ كأنّها تنعاكَ حينَ استفاقَتْ زينبٌ مِنْ غفوِها = وإذا بشِمرٍ في القنا علّاكَ يا ليتَ حيدرَ حاضرٌ في كربلا = ما كانَ يرضى أنْ تسيلَ دِماكَ هل لي بدِرع الصبرِ بعْدَ مُصابِهِ = الجِفنُ موعودٌ بأنْ يتباكى ها قد أتيتُكَ ثائرًا يا سيّدي = ومُلبِّيا حُرًّا لصوتِ نِداكَ أنا ناصرٌ لكَ يبنَ أحمدَ دافعي = أنّ الكرامةَ لم تَكُنْ لولاكَ ترتيلةُ الرُهبانِ أقْبَلْتُ بها = والقلبُ في شأنِ الهوى غنَّاكَ خاطبتُ سيفًا مُولغًا في نحرِكُمْ = أتُراكَ تدري ما جَنَتْهُ يداكَ قُلّي أيا سيفَ الضلالةِ والغَوَى = مَنْ بعدِ يومِ الطفِّ ما جدواكَ لا ما سَقَيْتَ السبطَ كأسَ مذلّةٍ = بلْ كأسَ عزٍّ دمُّهُ أهداكَ وهوَى على الدُنيا بنُصحٍ مُخلِصٍ = لِيُغيّرَ الأكوانَ والأفلاكَا قُم يا حُسينُ فلستَ ميْتًا إنّما = نبْعُ الحياةِ سقيتَهُ فسقاكَ ألقِ على الظلماءِ شُعلةَ ضوئكُمْ = فعساهُ ينبجسُ الرَّوَا بسَنَاكَ ما زِلتَ عينًا تستقي لرمالِنا = والوَردُ يُورقُ مِنْ عظيمِ بَهاكَ انشُرْ قميصَ التضحياتِ لجيلِنا = فلَكَمْ بكى يعقوبُ في ذِكراكَ واجعَل رضيعَكَ للنُفوسِ جوابَها = جُبنا المدى حبْوًا لنيلِ رِضاكَ فاستسقِنا باللهِ غيمةَ جودِكم = إنّ الوُجودَ مُعطَّشٌ لنَداكَ وجميعُ جِيراني وصالحُ ديرتي = جاؤوا لِوِردِ صَفاكَ أو مَرْواكَ لا لم يخِبْ مَن جاءَ طالبَ حاجةٍ = مِنْ فيضِكُمْ إلّا أطلَّ سَخاكَ يَبنَ البتولِ وللبتولِ شِكايةٌ = إذْ مِنْ عناءِ الأُمِّ كانَ عناكَ تشكو هُجومًا خائنًا في دارِها = ورأَتْ هُجومًا غادرًا لخِباكَ عصروا ببابٍ صدرَها فتألَّمَتْ = مِنْ بعدِ رضِّكَ صدرُها واساكَ والضلعُ بالكَسرِ العنيفِ كأنَّهُ = قمَرُ العشيرةِ مُفردًا خلّاكَ وسُقوطُ مُحسِنِها يُؤبِّنُ طِفلَكُمْ = حينَ الرضيعُ وريدُهُ ناغاكَ لا ما سَقَوْهُ مِنَ الزُّلالِ وقرَّروا = أنَّ الفَناءَ جزاءُ مَنْ والاكَ أوَ بعْدِ حِفظٍ للشريعةِ بالدِّما = يَبنَ الرسولِ بِذا يكونُ جَزاكَ إنّي مُوالٍ لو تقطّعَ منحري = وأقولُ لعنًا للّذي عاداكَ فليحرِموني مِنْ حياتي إنَّها = ليست بِأغلى مِن نجيعِ وَفاكَ وليرفَعُوا رأسي على رأسِ القنَا = لا لن أكونَ مُجافيًا لِخُطاكَ مُرْني تراني طَوْعَ أمرِكَ دائمًا = وأهُبُّ مِن فَوري لكي ألقاكَ يا مَن تزِينُ الرُوحَ إنْ أرخصْتُها = وجعلتُها وقفًا لِنذْرِ فِداكَ الأربعونَ أصوغُها قيثارةً = تشدو بلحنِ الأرضِ تحتَ سماكَ أوتارُ أورِدتي تبُثُّكَ نغْمةً = أسدِلْ على النغَماتِ وجْهَ إباكَ

Testing
عرض القصيدة