ولكربلاءَ منازلٌ مسكونةٌ = فيها ملائكةٌ وصيحةُ ثاكلِ ومسائلٌ هي حيّةٌ بعويلِها = ودمائها تأتي بكلِّ تساؤلِي شيءٌ مِنَ العلمِ استفاقَ بمنحري = زهرٌ نما متفجِّعًا في مِحْفَلِي إنّا أتينا للوجودِ فهلْ نرى = أينَ المآلُ وما السبيلُ لأمثلِ؟ عُلِّمْتُ فلسفةَ السماءِ وأرضِها = أمّا الدماءُ فَعَنَّفَتْ بمجاهلي أترى السماءَ لها حياةٌ تشعرُ؟ = وبكاؤها بعبيطِ دمٍّ هاطلِ؟ إنّ السماءَ لها بكاءٌ مرعبُ! = أَلِأَجْلِ وصْلٍ أو ثوابٍ مِنْ ولي؟ ذاكَ الحسينُ ولاؤهُ أصلُ الهدى = وولا يزيدَ عَنِ الإلهِ بمعزلِ أترى كيانًا للهدى يسمُو بنا؟ = أم في السياسةِ كلُّ خُبثٍ ينطلي؟ هل لابنِ آدمَ أنْ يقودَ طريقَهُ = كيما يشاءُ بلا رجوعٍ للعلي؟ لولا حسينٌ هل ستبقى ثورةٌ = تطوي المماتَ إلى حياةٍ أكمَلِ؟ هم فتيةٌ وبكربلاءَ كهفُهم = وبكلِّ حينٍ يظهرونَ بمِحْفَلِ كم حرَّضوا لثورةِ المستضعفِ = يعدُون في عمقِ الكريهةِ حُوَّلِ فلِمَ الحسينُ بكى على أعدائِهِ؟ = يبغي صلاحَهُمُ بغيرِ تكاسلِ! وبَكَوا عليهِ يُسَلِّبُونَ عِيَالَهُ! = شتَّانَ بينَ عزيمةٍ وتَخَاذُلِ! وحرارةُ القتلِ التي لا تنطفي = كيفَ استعرَّتْ دونَ أي تبدُّلِ؟ حملَتْ أوارَ الطفِّ زينبُ للزمن = ألزينبَ جيشٌ مِنَ الحقِّ الجليّ؟ أهلُ الكساءِ لأجلِهم ولحبِّهِم = خَلَقَ الإلهُ كلَّ خلقٍ أجملِ لِمَ لمْ تشأْ إهلاكَهم يا سيّدي؟ = لمشيئةِ اللهِ استكنت مسلِّما؟ فغَدَوْتَ أضحيةٌ لدينِ محمَّدٍ = فتساطَعَتْ بغموضِها تلكَ الدِّما أبدينِنَا تلكَ الأضاحي كُرِّمَتْ؟ = أم دينُنَا أضحى بها متكرِّما؟ لو كانَ خِضْرٌ ها هنا ما عِلْمُهُ؟ = ما صبْرُ موسى لو أتى متعلِّما؟ لقمانُ لو يأتي سينصبُ قلبَهُ = متألِّهًا متكتِّمًا متكلِّما لو يأتي ذو القرنينِ يخلعُ قرنَهُ = ما الفتحُ إلّا للحسينِ على القنا !! أينَ العدالةُ والحسينُ مجزَّرٌ؟ = ثأرُ السماءِ فكيفَ يُطلَبُ في الدنا؟ هيَ كربلاءُ مسائلٌ تتفجّرُ = وحرارةٌ غَزَتِ الفؤادَ بمقتلِ أأكونُ إنْ كانتْ وإلّا لم أكُنْ؟ = لغزٌ يحيِّرُ كلَّ لبٍّ عاقِلِ هيَ كربلاءُ سَرَتْ إليَّ برعشةٍ = كيما سَرَتْ روحٌ تموجُ بمثقلِ أهُوِيّتي هيَ أم كَياني أم دَمِي؟ = سكراتُها وعْيٌ بحدِّ الفيصلِ تلك المسائل صيّرتني كربلا = رأسي على رمحِ الخطوبِ الأجللِ ودماي ألقيها إلى نحوِ السّما = لو قطرةٌ سقطَتْ بأرضي أصطلي

Testing
عرض القصيدة