لحِّدوني واجعلوا قبريَ بينَ الفارسَين = فأنا سجدةُ طَهَ سافَرتْ للقِبلتَين عصروا الكعبةَ فانسلّيتُ مِنْ بينِ الحطيم = كفصيلٍ جاءَ للدنيا فقيدَ الأخوَين ذبحُوها آيةَ اللهِ وكادُوا يذبحون = قلتُ لا ملجأَ إلا السعيُ بينَ المَشْعرَين فحملتُ الوحيَ في قلبي وشمّرتُ الجفون = وشدَدْتُ الصبرَ كي أبدأَ أولى الهجرتَين آهِ يا ليتَكُما لم تُرْسِيا في بقعتين = أنتما واحدُ والأفجعُ ما مِنْ زينبَين أيّها المدّثِرُ الغبراءَ ذو النحرِ القطيع = جئتُ أستسقي فلا سُقيا وما مِنْ مُوسَيَيْن جئتُ للسعيِ بعرشي حينَ لي لم تجلبَاه = وأنا كنتُ بشوقٍ في انتظارِ الهُدهُدَين غرقَتْ في الأرضِ رجلايَ ولم أكشفْهُما = وأنا أحسبُها اللُجّةَ مِنْ ذاكَ اللُجَين جادكَ الدمعُ تُرى أينَ مضى العهدُ الوثيق = قد قطعناهُ معًا في رَحِمِ الفاطمَتَين أوَ لَمْ تجتمعِ السجدةُ فينا بِحِرَاء = وسَرَيْنا في دَمِ الطعّانِ في يومِ حُنَين نَبِّئاني هل تُرى العاشرُ قد أضنَاكُمَا = كيفَ لو قد عِشْتُما بعدُ لإحدى عَشَرَين فأجاءاها مخاضَ الدمعِ إذا لاقَتْهُمَا = حينَها مِنْ دونِ رأسَيْنِ وَمِنْ دونِ اليَدَين سُمِلَت يعقوبتاها وانطفَتْ بالجمرَتَيْن = أسفًا ما مِنْ قميصٍ ظلَّ عندَ اليُوسُفَين قد بلغتِ (مُنتهى) الحزنِ فهُزّي (سِدْرةً) = تتهاوى كِسَفًا أنباءُ نهبِ الفدَكَين شَفَقٌ أنتِ تلاقى عندهُ قاني الفرات = بِدَمِ الغبراءِ فاستحوَذْتِ كِلتا الحُمرَتَين فتذوبُ الشمسُ في حِجْرِكِ إبّانَ الغروب = دمعةً حمراءَ حتّى تختفي عَنْ كلِّ عَين فتُصلّينَ صلاةَ الليلِ في ثوبِ الظلام = بسراجٍ نورُهُ يُذكى بنورِ الفرقَدَين فاسجدِي آخرَ سجداتِكِ بينَ المرقدَين = وارقدي ما بينَ عباسٍ وما بينَ الحُسَين

Testing
عرض القصيدة