نبشْتُ قبورَ آهاتِ الخلودِ = ضَمَمْتُ رفاتِها حولَ الخدودِ أعاينُها ونارُ الخدرِ تسري = عليَّ فيغتلي قلبُ الشهيدِ إلى مَنْ ودَّعَتْ عيني لِقاهُ = يعالجُ ظاميًا حزَّ الوريدِ وأسمعُ أضلعًا بالكسرِ تُنْشِي = نياحًا صبَّهُ روحُ القصيدِ أسيرُ وزينبُ الكبرى بِجَنْبِي = مخافةَ أنْ أحيدَ عَنِ الوجودِ وأطفالُ الحسينِ تعيشُ تِيهًا = تُحَوِّمُ حولَها زُبَرُ الحديدِ نُسَاقُ ونرتمي مِنْ فوقِ هُزْلٍ = فتلقفُنا أسًى كفُّ الصعيدِ أنا ابنُ السادةِ العظماءِ لكنْ = أُقَادُ مغلّلاً قيدَ العبيدِ ألوحُ بناظري صوبَ المطايا = وأبتدرُ السؤالَ بنزفِ جِيدي أتدخلُ عمّتي قصرَ الأعادي = وتُهْدَى يا غيورُ إلى يزيدِ يداها فوقَ وجنتِها خمارٌ = تُهَطِّعُ في رؤاها ألفَ جِيدِ مصابٌ مِنْ مناحِرِنا نديٌّ = ليحيا في الضمائرِ مِنْ جديدِ * * * فَتَحْتُ مشارفَ الخطْبِ الفظيعِ = وَقُلْتُ لمعطياتِ الوصلِ ضِيعِي تَبُثُّ سمومَها الأحزانُ فِينَا = بلسعِ الهمِّ أم ذرفِ الدموعِ وكالزهراءِ نلطمُ كلَّ حِينٍ = ونحني بالمناكبِ والضلوعِ ونحضرُ مجلسَ الناعي علينا = لننعشَ بالبُكا صدرَ الوجيعِ ومِنْ بابِ البتولِ نرى جنينًا = يُلَوِّحُ ناظرَيْهِ على الرضيعِ ومسمارًا تشعَّبَ منهُ نبلٌ =حوى كَبِدًا تفطَّرَ بالنجيعِ ونارًا حولَ بيتِ الوحيِ تُرمَى = تصدُّ لها الحرائرُ كالدروعِ وطبرةَ حيدرٍ بصلاةِ فجرٍ = جَبَاهُ أبو الحتوفِ إلى الصريعِ سكبْتُ النَّوْحَ حتّى فارَ منّي = ترابُ الطفِّ يُمزَجُ بالبقيعِ فلم أظفَرْ بفرحةِ ذكرياتٍ = تُرَكِّدُ خاطري وقتَ الهجوعِ

Testing
عرض القصيدة