أفصحتُ سرَّكَ لاخْتزالِك
فازْدَدْتَ سرًّا باشْتعالِك

وكبُرْتَ في معناكَ حتَّى قالَ ربُّكَ في جمالِك:

يا أيُّها القمرُ المضيءُ
ستختفي بعدَ اكْتمالِك

مهلًا!
لأنَّكَ لستَ وحدَكَ قد عزمتَ على ارْتحالِك

احجزْ لغيرِكَ مقعدَينِ!
أبوكَ يحضرُ لاحْتفالِك

هذا أبوكَ
فضعْهُ فوقَكَ رتبةً وافخرْ بحالِك

وافخرْ بنحرِكَ
لا بتاجٍ لا يليقُ على عقالِك

جسدُ الحسينِ يكونُ رأسَكَ
ما الَّذي يجري ببالِك؟!

وأخوكَ لا يقوى الفراقَ
فخذْهُ في هذي المسالِك

***

ونزعْتَ وجهًا
كلُّ وجهٍ مالَ نحوَكَ لاحْتلالِك

الأنبياءُ تشابَهُوا
أخذوا وجوهًا مِنْ خلالِك

استنسخُوكَ
فأنتَ أحمدُ
مَنْ سيرغبُ عن نوالِك؟

***

ظلٌّ ترقَّطَ بالجفافِ
فجفَّ نهرٌ في ظلالِك

عطشٌ تكوَّنَ منكَ
كي يبدو نبيًّا في زلالِك

اعطشْ
فإنَّكَ لن تعيشَ بلا ذبولِكَ في رمالِك

اعطشْ كثيرًا
لا مُحالَ هناكَ أكثرُ مِنْ مُحالِك

يأتيكَ جبريلٌ بماءِ نبوَّةٍ
والقبرُ حالِك

اشربْ ولا تخشَ الظَّلامَ
فسوفَ يسطعُ مِنْ جلالِك

اسلكْ تفاصيلَ النُّشوءِ
سترتقي والدَّربُ سالِك

ولديكَ ماءٌ
ذاكَ طينٌ
أينَ يُنفَخْ .. كُنْ هنالِك!

Testing
عرض القصيدة