وأدورُ حتّى أنتشي عطرًا
وأبحثُ عنْ سناء
هو همسةٌ للهِ أومضَها الضريحُ بدقَّةٍ
والتفَّ حولَ مزارهِ وحيٌّ تدفقَ أنبياء
هو أوَّلُ الآتينَ مِنْ رحمِ السماء
ويلوحُ ظِلٌّ مِنْ بعيد
مِنْ شرفةِ المعنى يطلُّ مواعظًا
والليلُ يسرقُ مِنْ شمائلِهِ النجوم
...
ولأنَّهُ النُّورُ الذي اختصرَ المساء
فبِهِ صباحٌ وافرٌ يُعنى
وغنَّتهُ الورود
حتَّى العصافيرُ الَّتي تنأى
إذا جاءَ الخريفُ، لظلِّهِ شوقًا تعود
...
فهنا الحسينُ الماءُ راودهُ
فقالَ لثغرهِ : إنَّ الشهادةَ بالظما أحلى
أصرَّ الماءُ ... يتبعُهُ ويتبعُهُ
وكانَ إذا ذوى عشقًا يُعانقُهُ السراب
قد كانَ غيثًا أحمرًا فالطفُّ أثقلَهُ السحاب
..
وتلفحُ النَّارُ الخيامَ فكانَ جُرحيها دُخان
ما إنْ تجرَّعَها الهواء
استنشقَتْ رئةُ المدى نَفحاتِهِ شيئًا
لتبتِكرَ العزاء
...
الأرضُ قفرٌ حيثُ لم تعبقْ
لِلَيْلَكِها الخيول
هذا العراءُ الكهلُ أنهكَهُ الظلام
مَنْ كانَ يعلمُ
أنَّ موجاتِ ارتعاشتِهِ ستُنجبُ كربلاءَ؟
فلونُهُ المهجورُ
لا يوحي بأنَّ الضوءَ يولدُ ها هنا
...
حتّى المجاز
ما بينَ أقواسِ المدى اختبأَ
وراحَ يفتتحُ الحسين
بما تلقَّفَ مِنْ دماء
فشيَّدَ المأوى وأطلقَ جنَّتَينِ
تزورُها الأرواحُ فانعكسَ الفضاء
...
وأرى الضريحَ
وشرفةٌ خضراءُ
حيثُ الفجرُ يُرضعُها الصلاة
ما كانَ للنسَّاكِ إلَّا أن يعافُوا الماءَ
حيثُ تَوَضَّؤوا بشذى ثَرَاه
تَغفو بمرقدِهِ الوجوه
وكلَّما تنأى يبعثرُها البكاء
....
وأدورُ حولًا
والمسافةُ بينَنا خدٌّ
تُغَلِّفُهُ الدموعُ
ونبضةٌ للقلبِ يُشغِفُها لُقاه
لأنَّني للآنَ لم أعشَقْ سواه
لا بدَّ أنْ أخطو إليهِ
لأنَّهُ احتضنَ الحياة

Testing
عرض القصيدة