فلأبكِيَنَّ على " الحسينِ " وحُقَّ لي=ذرفُ الدموعِ محرَّقَ الوَجَناتِ ولأندبَنَّ مصابَ " فاطمَ " كلَّما=دخلَ الصباحُ محمَّرَ الشرُفاتِ خسِئَ العِدا ذكرُ " الحسينِ " مخلَّدٌ=ودماؤهُ تغلي مدى السنواتِ ولثأرِهِ في كلٍّ قلبٍ جذوةٌ=محمومةُ الآصارِ والحَسَراتِ يا شبلَ " حيدرَ " يا سليلَ " المصطفى "=إنَّ الشجونَ تداكَكَتْ زفراتي إنْ لم يكُنْ لبَّاكَ جسمي نُصرةً=فَوَحقِّ " أمِّكَ " شُرِّفَتْ خفقاتي كيفَ ادِّعائي حبَّ " جدِّكَ " عاكفًا=ليلاً نهارًا أحتفي صلواتي وأصومُ دهري والزكاةَ أؤدِّها=والحجَّ بعدُ مقدِّمًا قُرباتي وأُبيحُ شانئكَ الجِنانَ تغاضيًا=سُحقًا لقلبٍ غارَ في الظُّلُماتِ لولاكَ ما طافَ الحجيجُ بكعبةٍ=إلا ابنَ هندِ الفُجرِ والفَلَتاتِ أنتَ الصلاةُ وما عرفتُ توجُّهًا=إلا دماءَكَ قِبلتي وصلاتي ولكانَ صومي محضَ جوعٍ متعِبٍ=وكذا رياءً للورى زكواتي إنَّ المودةَ يا " حسينُ " سجيةٌ=حُرِمَتْ لئامَ الأصلِ والنشآتِ فبحبِّكُمْ يا آلَ " أحمدَ " يُسِّرَتْ=سبلُ الهدايةِ لا بحبِّ مُناةِ أنَّى لغافلَ عَنْ جلالةِ أمرِكُمْ=رضوانُ ربِّ الأرضِ والسَّمَوَاتِ كذبَ الغواةُ فأنتمُ خيرُ الورى=مِنْ قبلِ " آدمَ " سادتي وولاتي أرواحُكُم} سرُّ الوجودِ ونورُكُمْ=للحقِّ كُنْهٌ دائمُ البَرَكاتِ لا ما عرفتُ اللهَ إلا عَبرَكُمْ=لولاكمُ لطفِقْتُ في حَسَراتي أنتم صراطُ اللهِ ليسَ بغيرِكم=تُرجى السلامةُ مِنْ أذى الشبهاتِ ما للأحامقِ إنْ ذكرتُ مُصَابَكم=غَبَنُوا شجوني وازدَرَوا عبَراتي واستكثروا دمعي بكَربِكَ سيِّدي=بل وادَّعوا شِركي كذا وغلاتي أفَلَوْ رَآَكُم " جدُّكم " فوقَ الثرى=خِلوًا قطيعَ الرأسِ في العَرَصاتِ مترملاً طُهرَ الدِّماءِ مُجدَّلاً=تهفو عليكَ نسائمُ الصَّبَواتِ والرأسُ يُذْكَرُ عالياً فوقَ القَنَا="ويلٌ لقومٍ هتَّكُوا حُرماتي" ونساءُ بيتِ اللهِ صِرْنَ سبيةً=بينَ السياطِ ولوعةِ الغُرُبَاتِ لأطالَ ندبَكَ باكيًا مسترسلاً=همْلَ الدموعِ وردَّدَ الزفراتِ قد هزَّ صوتُكَ كفرَهم ونفاقَهم=وأثارَ بعدُ غوائرَ النَّقِماتِ دأبوا لمحوِكَ ما بدا لفجورِهِمْ=وتعاهَدُوا شأوُا مِنَ الإحِنَاتِ تاللهِ ما حَفَرُوا سوى لقبورِهِمْ=عبرَ الزمانِ لِما مضى والآتي يأبى الإلهُ لنورِكُمْ إلا السَّنا=وعدَ انتصارٍ مشرقَ القَسَمَاتِ آليتُ أرثيكَ احتدامًا علَّني=أحظى بودٍّ يعتري كلماتي فلأبْكِيَنَّكَ كلَّ دمعي والدِّما=ولأنصُرَنَّ الآهَ في خلجاتي ولأندُبَنَّكَ كلَّ حينٍ مفعَمًا=بالحزنِ طورًاً مولِعًا أنَّاتي ولأُعْلِيَنَّ بذكرِ أمرِكَ في الورى=صوتي لودٍّ أفتديهِ حياتي