ألقى إليكَ الماءُ سرًّا مُذْ جرى = مِنْ ثغرِ جودِكَ في تجاعيدِ الثرى سرّاً بأنَّ الموتَ محضُ كنايةٍ = عَنْ عالمِ يأتي إليكَ مكبّرا عَنْ دورةِ الأنهارِ في مدنِ العُطا = شى، كيفَ في عَيْنَيْكَ تغدو أبحرا كيفَ المسافاتُ التي عنوانُها = جدبُ الرمالِ، تصوغُ حلمًا أخضرا وبأنّكَ القمرُ الذي تأوي لَه ُ = زُمَرُ الكواكبِ في مداراتِ الذّرى وبأنّ يومَكَ في العصورِ دريئةٌ = عَنْ كلِّ طاغوتٍ عليكَ تجبّرا ولذاكَ تنظمًكَ النفوسُ قلائدًا = للآنَ في عرسِ الشهادةِ تُشْتَرَى للآنَ تُحملُ في المواطِنِ رايةً = فيها أكفّ ٌ ترتوي منها الورى مازالَ صوتُكَ في الزمانِ صحائفًا = تُتلَى إذا دمعٌ لمظلومٍ جرى ما انفكَّ قلبُ النهرِ يأكلُهُ الأسى = أنْ كانَ طيفًا في السّقاءِ وفُسِّرا سعفُ النخيلِ إذا المواسمُ عانَقَتْ = أشجانَهُ، أصغى لها واستعبَرا حُزنًا، لأنّ الجذعَ مكّنَ عُتمةً = تدنو إلى ضوءِ الحقيقةِ أشبُرا يا سيّدي العباسُ وحدَكَ مَنْ رأى = معنى الحسينِ دقيقَهُ والأكبرا آمنتَ حتّى قيلَ هذا مرسلٌ = قرآنُهُ جودٌ، يرتّلُ أنهُرَا هذا فتًى أمشاجُهُ برؤى المشي = ئة عُفِّرَتْ، وتنفّسَتْ ذا العنصرا مِنْ بدءِ نفخِ الطينِ برعُمُهُ نَمَا = في ماءِ طفٍّ فاستطالَ وأجذرا ما زالَ يطفو في مرايا ضوئِهِ = قبسُ اللواءِ فضمَّهُ متشكِّرا ولطالَمَا قرأَ الحسينَ تلاوةً = وأقامَ في سورِ الولايةِ منبرا مَنْ شاءَ دربًا للخلودِ، فنزفُهُ = وشَمَ الطريقَ مقدّمًا ومؤخَرا يا فاتحًا للنهرِ فجرَ حكايةٍ = ومُلَقِّنَ الظّلماءِ درسًا مُقْمِرا لولا هطولُ سحابِ كفِّكَ ما ارْتَوَتْ = لاءٌ .. ولا زَندُ الحناجرِ شمَّرا ولمَا استفاقَ الماءُ مبتكرًا لهُ = خيطَ النجاةِ بصخرِهِ وتفجَّرا طافَتْ بمعناكَ الحروفُ وحسبُها = أنْ لا تُرَدَّ بلثغِها أو تُدحَرا جدوى المقالةِ غايةٌ نصبو لها = فيما يُحَدُّ لنا كإغماضِ الكَرَى لكنّما فَلَكٌ عليكَ مدارُهُ = أنّى يحاطُ بألسنٍ خُرسِ العُرَى

Testing
عرض القصيدة