تعَلَّمتُ فَنَّ الحُزنِ مُذ كُوِّرَ الدمعُ=ومُذ كانَ للسيماءِ في ناظِري سمعُ شدَدْتُ السُّرى عودًا نجيّاهُ والِهٌ=يحاكي فَمَ الديجورِ والآخرُ الشّمعُ بهِ مائساتُ العينِ تُبدي لُحونَها=وناسِكُها رِجلاهُ أضناهُما القَطعُ وما مِلتُ كُلَّ الميلِ في ذاتِ نشأتي=ولَكِنَّ ذاتَ الميلِ في نشأتي طبعُ فمِنْ سطوةِ الآثارِ يبتَلُّ مَقدَمي=ومِنْ هدأةِ الأنفاسِ يُستَحكمُ الشَّرعُ كذلِكَ كانَ الماءُ في حينِ صحوةٍ=فكانَتْ بحارُ الأرضِ في مِحجَري النَّبعُ وصافَحْتُ لونَ البحرِ حينَ اشتِدادِهِ=لكِي أمنَعَ الإشراقَ يحلو لهُ رفعُ فأُحجِيَّتي ثكلى، وقولي مُوَدَّعٌ=بأفئدةٍ عَطشى تناهَبَها الصَّرْعُ وأخشى يكونُ الفجرُ ميناءَ جمرَةٍ=تَلَقَّفُ كُلَّ الصَّحبِ أو منهُمُ بِضعُ كما نُطفَةِ الفِردوسِ في طفِّ قوَّتي=تكبَّدْتُ نارَ الضَّعفِ فاسّاقَطَ اليَنْعُ لَكَمْ عادَتِ الأوثانُ في واتِرِ الرُّشى=وكَمْ جاهَدَت كفّي وكَمْ سَلَّها خُنعُ يعودُ ابتِداءُ العامِ كالعامِ قَبلَهُ=فأمتَدُّ في مَنفايَ إنْ هالَنِي القَرعُ وفي توبَةِ الناجِّينَ كانَتْ عِنايَةٌ=يرَتِّلُها جفنايَ والخُنَّعُ ال دُعُّوا على غفوةِ الآثامِ ألحَدْتُ مُعجَمِي=وأرَّختُ يومَ الطَفِّ فاستيقظَ السَّجعُ تدَارَكتُ سهوَ الثّغرِ عندَ امتِدادِهِ=بفرضِ امتِدادِ الفرعِ مُذ رُمِّلَ الفرعُ وآوَيتُ نزفَ القلبِ في وِردِ هِمَّتي=فطينَتُها ذا الثُّلثُ أو رُبَّما الرُّبعُ وأسبَغتُ مِنْ أحشاهُ إعجازَ سَجدَةٍ=تناوَبتُها في التَّوبِ وارتادَها الرَّكعُ بِحُزني أنا خطوٌ إلى نزعَةِ الهُدى=وفي لُجَّةِ الميزانِ يُستَرشَدُ النَّزعُ ترافِقُنا الأشياءُ والدهرُ والسّما=وَتُسعِفُنا الأزمانُ إنْ ساقَنا رَدعُ رأينا ارتِشافَ العِشقِ في بوحِ أعظُمٍ=تُسامِرُ ما قَد جفَّ مُذ عُطِّشَ الضِّلعُ ولَجَّت بنا الأسفارُ في موجَةِ النُّهى=عَنِ السِّرِّ، عَنْ ما كانَ يزهو وما الزرعُ وعَنْ ما استعارَ الماءُ مِنْ غَزلِ أذرُعٍ=بدَتْ فوقَ خَدِّ الشمسِ كالضوءِ لا يَرعو لغاتُ النّدى بيضاءُ في بعضِ حُمرَةٍ=سقَتْ فتيةً صَرعى على دَكَّةٍ شَعُّوا فكانوا هُداةَ الليلِ في رِحلةِ الفِدا=وقيلَ لديهِم في حياةِ الدُّنا رجعُ وكانَتْ سَماهُم مِنْ حكاياتِ شوقِهِم=وأنفاسُهُم سُوْرٌ وحِنَّاؤهُم دِرعُ لثَمنا ثراهُم حيثُ لا لَثمَ بعدَهُ=سِوى قائمٍ يُوحَى إذا ذَلَّنا الرَّوعُ بُكانا امتِدادُ القطرِ مِنْ دمعِ زينبَ=وعزمٌ أفاضَ الحَقَّ مُذ شُرِّعَ الصفعُ وقيدٌ أذاقَ الأُختَ موتَ كفيلِها=فكانَ الذي تَخْشى وكَمْ في النَّوَى لَسعُ سمِعنا استغاثاتِ النسائمِ في الجَوى=فأَوجَزَنا العبّاسُ والماءُ والوَقعُ ولَوَّنَنَا الإيثارُ والمنحُ كيفَ ما=وأنسنَنَا مولاهُ وهي/الدِّما نَقعُ علانيَةً نرتاحُ في حومَةِ الرَّدى=ك"أبيَضَ يُستَسقَى" أحاطَ بِهِ الجمعُ ففحوى اجتياحِ العشقِ مرثِيَّةَ الهوى=هُمُ آيةُ المشكاةِ والأنجُمُ التسعُ بِها لُبَّةُ الأذهانِ والوجدُ والدِّما=تعانِقُها الأملاكُ والسبعُ والسبعُ هُناك استوى الأحياءُ فوقَ رِمالِها=وأحيَوا بزَهوِ الموتِ ما أفسَدَ الطَّلعُ وكانَتْ بقاعُ الأرضِ في تُربِ كربلا=وكانَ لِكُلِّ الخلقِ في قلبِهِ وسعُ حسينٌ وبعدَ النونِ لا كَونَ يُبتَدى=فإنْ لم يكُنْ معناهُ باتَ المَدى بَدعُ تَكبَّدَ خوضَ الموتِ كي يُخجِلَ الفنا=ويَبعَثَ دينَ اللهِ حيًّا لهُ ضوعُ فأثخَنَهُ الحُسَّادُ حتى مماتِهِ=وما اهتَزَّ فوقَ الرُّمحِ إلا لِكي يدعو وأسرَجَ تُربَ الطَّفِّ كي يُسرِعَ الخُطى=إلى قبرِهِ الناجونَ إنْ دلَّهُم طَوعُ وفي غُمرَةِ الأحشاءِ غاصَتْ سهامُهُم=لِيقضي لنا نِطعًا إذا خانَنَا النِّطعُ وباعَ الدَّمَ السيّالَ مِنْ نحرِهِ لِكي=يُسَنَّ بِنا للهِ مِنْ قَطعِهِ بيعُ وحيرَتُهُ الحَسرى تُبَدِّدُ حيرةً=بساعَةِ لا ضُرٌّ يكونُ ولا نفعُ سوى وقفةٍ ل (الحُرِّ) تُعْلِي جِنانَهُ=إلى دمعةٍ يَخبو إذا مَسَّها اللفعُ لنا في خُطى العُشّاقِ خطوٌ مؤكَّدٌ=ولا شكَّ مِنْ كفَّيهِ يُطوى لنا قِطعُ فنُصرَتُهُ حتمٌ وما ثَمَّ حائلٌ=فقدْ فازَ والأنصارِ في كربلا شَسعُ