حَلَّتْ بِكَ الأَبْعَاد
تَحْمِلُ حُزْنَها
بَيْنَ الرَزِيَّةِ والسَّوادْ
بَيْنَ السُّؤالِ ورَدِّهِ
بَيْنَ التَّقِيَّةِ والجِهادْ
كُلٌّ يَجيءُ بِهَمِّهِ
يَرْمي بِهِ ..
فِي بَحْرِ جُودِكَ بِانْقِياد
جَعَلوا بَهَاءَكَ فِي القُلُوبِ وَسِيلَةً
يَتَوَسَّمونَ بِها الحَصاد!
أَعْطَيْتَ نَفْسَكَ لِلْجَمِيعِ وَلَمْ يَكُنْ
بَيْنَ الجَمِيعِ لِنَصْرِكَ أَجْناد
وَكَأنَّما كَانُوا البِحَارَ وأَنْتَ تَبْحَثُ عَنْ رُفَاد!
تَتَفَحَّصُ الآفاقَ تَطْلِبُ نَاصِرًا
بَيْنَ الفَقِيدِ وعَائِلة .. بَينَ العَلِيلِ وعائِلَه
ويَتِيمَةٍ يَفْري الظَّما خَفَّاقَها بِعِناد
فَلَعلَّ يأتي المُرسِلونَ كِتابُهُمْ
بَطُؤَ الإِيابُ وَعَاثَ شِمْرُهُمُ الفَسَاد
لَمْ تُضنِكَ الطَّعْناتُ لَيْسَ رِمَاحُها
مَا شَجَّ قَلْبَكَ بَلْ لَظَى الأَحْقاد
وَبَقِيتَ حَيَّاً تَرْقَبُ الآفاقَ فِي كُلِّ البِلاد!
يَكْسو بَقاءَكَ مَوْكِبٌ وحِداد
فَلَرُبَّما تَصْحو الضَّمائِرُ وَالعَشائِرُ والعِباد
ولَرُبَّما تُقضى العُهُودُ بِذِمَّةٍ وَوَصِيَّةٍ وَتِلاد!
ولَرُبَّما تَحْيَا النُّفوسُ وتَهْتَدي الأَحْفَاد!
لَنْ يَسْتَشِفُّوا كُنْهَ ما قَدَّمْتَ مِنْ دونِ اجتهاد
بَلْ دونَهُ خَرْطُ القَتَاد!
قَدْ آثروا عَبَقَ الحَياةِ عَلى خُطى الأجداد
وَذَروكَ رَمْزًا لِلْمُصِيبَةِ في الوِهاد!
وَبَقِيتَ حَيًّا .. تَرْقَبُ الآفاقَ مَكسورَ الفُؤاد
هَلْ يَسْتَقِيمُ الدِّينُ وَالمِسْكِينُ يَغْفو دُونَ زاد؟!
وَشَراذِمُ الجَلَّادِ تَنْعَمُ في دِماءِ الأَتْقِياءِ بِلا سَداد؟!
وَحَزِينَةٌ تَنعى ضَنَاها فِي وُجُومٍ واتِّقاد؟!
وَبَقيَّةُ الناسِ سُكارى فِي المعائِشِ تَحْتَ تأثيرِ الزِّناد!
شَحَذوا النَّوايا للزيارةِ بَيْنَ رِزْقٍ واعتياد
كَرِهوا القِيامَ لِيَحفَظوا نَفْسًا تَدَلَّتْ
تَحْتَ وَهْمِ الإِعْتِقاد!
وَبَقِيتَ حَيَّاً تَرْقَبُ الآفاقَ تَبْحَثُ عَنْ رَشَاد
فَلَرُبَّما يَأتِي الصَّبَاحُ بِبَلْسَمٍ وَضَمَاد
لِجِرَاحِكَ الأَبَدِيَّةِ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد ...

Testing
عرض القصيدة