صانكَ الوَعْيُ ..
واحْتَوَتْكَ النَّواعي
نَهْجَ حَقٍّ ..
لَيْسَ انْتِهاجَ ابْتِداعِ
لَم يَسَعْكَ الرِّثاءُ ..
حَيْثُ المَراثي
ضاقَ فيها مَداكَ ..
ذاتَ اتِّساعِ
أَشْعَلَتْكَ الهَيْهاتُ ..
في الأَدْهُرِ الصُّمِّ ..
؛ فَأَشْعَلْتَ الصَّوْتَ ..
في الأَسْماعِ
كُلَّما يُذكرُ اسْمُكَ ..
اشتَقتُ حَتَّى
خَفَقَ القَلْبُ ..
خارِجَ الأَضْلاعِ ..!
لَمْ أُوَدِّعْكَ فِيَّ ..
ودَّعْتُني فيكَ ..
؛ فَلا أسْتَطيعُ إلاَّ وَداعي
أَخَذَتْ بي الظُّنونُ ..
لِلْتِّيهِ والتَّيْهِ ..
إلى أَنْ تَعَذَّرَ اسْتِرجاعي
؛ فَالسَّبيلُ انْدلاعُ شَكٍّ ..
وخَطْوي يَدَّعيهِ ..
يَقينيَ المُتَداعي
بَيْنَ ضِدَّيْنِ يَسْتَحيلُ طَريقي
لا يُحيلُ الطَّريقُ ..!
كَيْفَ افْتِراعي ..؟!
مُثْخَنًا باللاَّشَيْءِ ..
باللاَّ يُسَمى
يَعْتريني ..
تَراجُعي ..
وانْدِفاعي
وأنا ..!
ما أَنا سِوى نَخْلَةٍ ..
تَحْتاجُ تَهْذيبَ ..
مِنْجَلِ الزَرَّاعِ
وأنا ..!
ما أَنا سِوى طِفْلِ نارٍ
شَرِبَ الجَمْرَ ..
؛ فانْتَشى بِالْتِذاعِ ..!
لَيْتَنَي أَفْتَديكَ ..
قَلْبي وَعَيْنَيَّ ..
وَصَدْري وَمَنْحري وَذِراعي
صانكَ الوَعيُ فِيَّ ..
صانَكَ عَقْلي
واعْتِقادي ..
ومَنْهَجي ..
واتِّباعي
لَسْتَ أَبْكي ..
عَنْ غَيْرِ وَعْيٍ ..
؛ فَقَدْ ثَقَّفْتُ دَمْعي ..
بِالانْفِعالِ الواعي
وَتَجَلَّيْتُ مِثْلَ رَأْسِكَ لَمَّا
أَنْ تَجلَّى ..
شَمْسًا بِرُمْحِ التَّداعي
يَقْطَعُ اللَّيلَ بالضِّياءِ ..
وَيُبْدي
أَيْديَ السَّارِقينَ رَحْلَ الصُّواعِ
فَلأَنْتَ امْتِدادُ آخِرِ وَحْيٍ ..
نَبَويٍّ ..
وَأَنْتَ غارُ انْقِطاعي
أَنْتَ مِرْآةُ فِطْرَتي ..
وانْكِشافي
وَعَنِ المُدَّعينَ ..
حِصْنُ امْتِناعِ
يا رُؤى التَّنْويرِ ادَّرَعْتُكَ ..
فِكْرًا نَابِضًا ..
يا لِمِنْعَتي وادِّراعي
ثابِتٌ فيكَ ..
ثابِتٌ والمَنايا
مِنَكَ هَيْهاتَ تَستطيعُ اقْتِلاعي
مُبْحِرٌ فيكَ ..
رَغْمَ عَصْفِ اللَّيالي ..
لَيْسَ يَنْبَتُّ أَوَ يُقَدُّ شِراعي
أَسْتَلِذُّ الأَوْجاعَ ..
في الحُبِّ ..
؛ فَالحُبُّ بِلا مَعْنى دونَما أَوَجاعِ ..!
فَطَمَتْني أُمِّي ..
وَمُذْ فَطَمَتْني
صِرْتَ مَهْدي وَكَرْبلاءُ رَضاعي
كُلَّما صِحْتُ يا ( حُسَيْنُ ) ..
تَوَرَّقْتَ بِثَغري ..
تَوَرُّقَ النَّعْناعِ
أَيُّها العِشْقُ ..
لَسْتَ أَضْغاثَ عِشْقٍ
نَقَلَتْهُ الأَعْرافُ مَحْضَ شَياعِ ..!
صانَكَ الوَعْيُ ..
حينَما حاوَلَ الجَهْلُ ..
بَأَنْ يَسْتَبيحَ فيكَ قِلاعي
مارَسَ المُسْتَحيلَ ..
؛ فالجَيْشُ مَهْزومٌ ..
وَجُنْدُ الضَّلالِ ..
جِنْدُ انْصِياعِ
حاوَلوا قَتْلَكَ ..
اسْتَماتوا وَلَكِنْ
لَيْسَ قَتْلُ الخُلودِ بالمُسْتَطاعِ ..!
حَفَروا في مَلامِحي ..
مِنْ نُدوبِ الوَيلِ آلافًا ..
واسْتَحَلُّوا يَراعي
؛ فَأَنا ما تَطَبَّعَتْ أَحْرُفي بي ..
؛ فَيَراعي وأَحْرُفي ..
أَطْباعي ..!
أَنا مَنْكَ ابْتَدَأْتُ ..
كَيْفَ انْتِهائي ..!؟
فَيكَ رُشدي وَفي سِواكَ ضياعي
أَنا لَوْلاكَ لَمْ أَكْنَ غَيَرَ نَصٍّ
غارِقٍ في غَيابَةِ الإشْباعِ
مُدَّ حَبَلْ الإيقاعِ ..
مولايَ أَفْلَتُّ زِمامي ..
بِسُلَّمِ الإيقاعِ ..!
وَتَبَعْثَرْتُ ..
كَمْ تَبَعْثَرْتُ ..
هَذا عُمُري في سِواكِ عُمْرُ خِداعِ
غَيْرَ أَنِّي لَمَّا اسْتَقَمْتُ ..
وآمَنْتُ ..
تَلَوَّتْ دَرْبي تَلوي الأَفاعي ..!
لَيْسَ لي مَوْطِنٌ سِواكَ ..
ولا مَنْفًى ..
يَضُمُّ انْشِطارَ ذاتي ..
شَعاعي
؛ فَلِهذا اتَّخَذْتُ حُزْنَكَ مَبْكًى
وَتَأَسَّيْتُ حَدَّ ..
حَدَّ انْدِلاعي
هَكذا هَكذا تَشَظَّيْتُ ..
صَلَّيْتُ أيا قِبْلَتي ..
صَلاةَ افْتِجاعِ
وَدموعي تَبَلْوَرَتْ فَوَقَ خَدَّيَّ ..
وَقالَتْ ما لَمْ يَقُلْهُ النَّاعي ..!