اركضْ بعمرِك - رسالةٌ إلى يزيدَ
سنة 2015
أنـفقتَ عـمرَكَ؛ لـم تـروِ الـدِّما
نهمَكْ فـكـيفَ عـضَّكَ ذاكَ الـجرحُ
والـتهمَكْ
وكـيفَ مـعولُكَ الـمأزومُ حـينَ
سـعى فـي هـدمِ أوّلِ أسـوارِ الـمدى
هـدمَكْ
مـا أفصحَ الجرحَ؛ مُذْ فاضَتْ
مشاعرُهُ عـلـى مـسـامعِ آفــاقِ الـدُّنَـا
لـجَـمَكْ
شـتـمْتَ دهـرًا، ولـكنْ حـينَما
نـطقَتْ بـعضُ الـجراحِ لَـمامًا؛ ما وَجدتَ
فمَكْ
اركـضْ بـعمرِكَ فـاضَ الـجرحُ لا
جبلٌ تـــأوي إلــيـهِ ولا ســـدٌ بِــهِ
عَـصَـمَكْ
الآنَ يــبــرؤُ شــمــرٌ مِــــنْ
عـلاقـتِـهِ حـتّـى إذا طُـفْتَ فـي أحـلامِهِ
شـتَمَكْ
يـا راضعَ القطراتِ الحُمْرِ هَلْ
شَرَقَتْ بالطفِّ روحُكَ؛ ليتَ الظلمَ قَدْ
فطمَكْ
الــطـفُّ تـحـتَـكَ أرضٌ غــيـرُ
خـامـلةٍ فـلِـمْ وَضَـعْتَ عـلى زلـزالِها
قـدمَكْ؟
ولِــمْ تـخـيَّرتَ نـجـمًا كـابـنِ
فـاطـمةٍ حـتَـى تـصـبَّ إلــى) عـلـيائهِ
نِـقمَكْ؟
ولِــــمْ تـأمَّـلْـتَ أنْ تـلـقـاهُ
مـنـهـزمًا فـي حـينِ خِـنصِرُهُ الـمبتورُ قَدْ
هزَمَكْ
الـشمسُ وجـنتُهُ الـبيضاءُ مـا
ارتفَعَتْ إلا لـتـكشفَ مِـنْ فـوقِ الـقَنَا
ظُـلَمَكْ
ومــا حَـطَـمْتَ عـلـى الـبيداءِ
أضـلعَهُ لـكـنَّـهُ بــيـنَ سِـنْـدانِ الإبَــا
حَـطَـمَكْ
وعــــادَ أيـقـونـةً حــمـراءَ
وانــدَثَـرَتْ كــلُّ الـحـوافرِ لـمَّـا جــاوَرَتْ
رِمـمَكْ
وعـــادَ فـيـنَـا وُجــودًا لـيـسَ
نـعـدِمُهُ وبـتَّ أنـتَ تُـربِّي فـي الـمدى
عـدمَكْ
وعـــادَ أجــمـلَ تـمـثالٍ، فـجِـدْ
أحــدًا حــتّـى يُـرمِّـمَ فــي أوحـالِـهِ
صـنَـمَكْ
هـنـا رَسَـمْـتُ حـسـينًا عــادَ
مـمـتطيًا مُـهرَ الـفداءِ فـماذا ظـنَّ مَنْ
رَسَمَكْ؟
مـــا زالَ ألـــفُ شــقـيٍّ حـاقـدٍ
نـتـنٍ يــعـودُ يــرفـعُ فـــي أنـحـائِنَا
عَـلَـمَكْ
مــا هــزَّ أخـيـلتي ريــبٌ فـأنـتَ
هُـنـا فـي عـرقِ كـلِّ دنـيءٍ قَدْ حقنتَ
دمَكْ
لـسـتَ الـبريءَ فـلا تـشجُبْ
لـتخدَعَنا مـازلتَ أظْـهرَ مِـنْ أنْ نـفتري
تُـهَمَكْ
إنْ كـنتَ تـجهلُ فـتواكَ الـتي
سَـلَفَتْ فـألـفُ ألـفُ ابـنِ سـعْدٍ) بـينَنَا
فَـهِمَكْ
الطفُّ يا صاحبَ المرعى الوبيءِ
على رأسِ الطغاةِ عصًا فاهشُشْ بها
غنمَكْ
مـوشومةٌ فـي رُؤَى الأحـرارِ مِـنْ
ألقٍ وأنـــتَ أيُّ ظـــلامِ بـائـسٍ
وَشَـمَـكْ؟
مــا زالَ طـيـفُ حـسينٍ فـي
بـسالتِهِ كـالـرُّعبِ يـعـبرُ فـي أصـحابِهِ
حُـلُمَكْ
مـزمَّـلونَ مِــنَ الأنــوارِ؛ قــد
لـزِمُـوا هـذا الـسّنا، وانـتهى لـلّيلِ مَـنْ
لَزَمَكْ
يـمشُونَ فـي لَـهَواتِ الموتِ ما
عَبِئُوا أنّــى نـصَـبْتَ إلــى أجـسادِهِمْ
لُـغُمَكْ
هـم عـذّبُوكَ مِـنَ الإشراقِ؛ حينَ
هَوَوا حـتّـى تـخـفِّفَ فــي إطـفـائِهِمْ
ألَـمَكْ
وغــابَ عـنـكَ بــأنَّ الـقـتلَ
يـشـعلُهُمْ نـورًا إذا شـعَّ فـي مـرماكَ مـا
رَحِمَكْ
آبُـوا إلـى كـوثرِ) الـعَطشانِ
واغتَرَفُوا مِـنَ الـكفوفِ الـتي قَدْ ضيَّقتْ نَسَمَكْ
الـرّافِـضُونَ، مِــنَ الـعـبّاسِ
شـيمتُهُمْ فـي الأرضَ يـعلو صدى لاءاتِهِمْ
نَعَمكْ
هُــمُ الـحـماةُ، حـسينيّونَ، لـو
نَـطَقوا سـمِعْتَ هـيهاتَهم قَـدْ فَـجَّرَتْ
صَمَمَكْ
لو وُزِّعوا في لظى الإسفلتِ ما
وَهِنوا ولَــوْ صَـبَـبْتَ عـلى أرواحِـهِمْ
حِـمَمَكْ
فـخـرَّ مَــنْ خــرَّ مِـنْـهُمْ مـوقـدًا
يَـدَهُ في الدربِ، تفضحُ في إشراقِها عَتَمَكْ
فــاركـضْ فـثـمّـةَ جــرحٌ فـاتـحٌ
فـمَـهُ مـازالَ، إنْ عـضَّ فـي أذيـالِكَ
الْتَهَمَكْ
مـازالَ، إنْ عـضَّ فـي أذيـالِكَ الْتَهَمَكْ |