أنفقتَ عمرَكَ؛ لم تروِ الدِّما نهمَكْ=فكيفَ عضَّكَ ذاكَ الجرحُ والتهمَكْ وكيفَ معولُكَ المأزومُ حينَ سعى=في هدمِ أوّلِ أسوارِ المدى هدمَكْ ما أفصحَ الجرحَ؛ مُذْ فاضَتْ مشاعرُهُ=على مسامعِ آفاقِ الدُّنَا لجَمَكْ شتمْتَ دهرًا، ولكنْ حينَما نطقَتْ=بعضُ الجراحِ لَمامًا؛ ما وَجدتَ فمَكْ اركضْ بعمرِكَ فاضَ الجرحُ لا جبلٌ=تأوي إليهِ ولا سدٌ بِهِ عَصَمَكْ الآنَ يبرؤُ شمرٌ مِنْ علاقتِهِ=حتّى إذا طُفْتَ في أحلامِهِ شتَمَكْ يا راضعَ القطراتِ الحُمْرِ هَلْ شَرَقَتْ=بالطفِّ روحُكَ؛ ليتَ الظلمَ قَدْ فطمَكْ الطفُّ تحتَكَ أرضٌ غيرُ خاملةٍ=فلِمْ وَضَعْتَ على زلزالِها قدمَكْ؟ ولِمْ تخيَّرتَ نجمًا كابنِ فاطمةٍ=حتَى تصبَّ إلى) عليائهِ نِقمَكْ؟ ولِمْ تأمَّلْتَ أنْ تلقاهُ منهزمًا=في حينِ خِنصِرُهُ المبتورُ قَدْ هزَمَكْ الشمسُ وجنتُهُ البيضاءُ ما ارتفَعَتْ=إلا لتكشفَ مِنْ فوقِ القَنَا ظُلَمَكْ وما حَطَمْتَ على البيداءِ أضلعَهُ=لكنَّهُ بينَ سِنْدانِ الإبَا حَطَمَكْ وعادَ أيقونةً حمراءَ واندَثَرَتْ=كلُّ الحوافرِ لمَّا جاوَرَتْ رِممَكْ وعادَ فينَا وُجودًا ليسَ نعدِمُهُ=وبتَّ أنتَ تُربِّي في المدى عدمَكْ وعادَ أجملَ تمثالٍ، فجِدْ أحدًا=حتّى يُرمِّمَ في أوحالِهِ صنَمَكْ هنا رَسَمْتُ حسينًا عادَ ممتطيًا=مُهرَ الفداءِ فماذا ظنَّ مَنْ رَسَمَكْ؟ ما زالَ ألفُ شقيٍّ حاقدٍ نتنٍ=يعودُ يرفعُ في أنحائِنَا عَلَمَكْ ما هزَّ أخيلتي ريبٌ فأنتَ هُنا=في عرقِ كلِّ دنيءٍ قَدْ حقنتَ دمَكْ لستَ البريءَ فلا تشجُبْ لتخدَعَنا=مازلتَ أظْهرَ مِنْ أنْ نفتري تُهَمَكْ إنْ كنتَ تجهلُ فتواكَ التي سَلَفَتْ=فألفُ ألفُ ابنِ سعْدٍ) بينَنَا فَهِمَكْ الطفُّ يا صاحبَ المرعى الوبيءِ على=رأسِ الطغاةِ عصًا فاهشُشْ بها غنمَكْ موشومةٌ في رُؤَى الأحرارِ مِنْ ألقٍ=وأنتَ أيُّ ظلامِ بائسٍ وَشَمَكْ؟ ما زالَ طيفُ حسينٍ في بسالتِهِ=كالرُّعبِ يعبرُ في أصحابِهِ حُلُمَكْ مزمَّلونَ مِنَ الأنوارِ؛ قد لزِمُوا=هذا السّنا، وانتهى للّيلِ مَنْ لَزَمَكْ يمشُونَ في لَهَواتِ الموتِ ما عَبِئُوا=أنّى نصَبْتَ إلى أجسادِهِمْ لُغُمَكْ هم عذّبُوكَ مِنَ الإشراقِ؛ حينَ هَوَوا=حتّى تخفِّفَ في إطفائِهِمْ ألَمَكْ وغابَ عنكَ بأنَّ القتلَ يشعلُهُمْ=نورًا إذا شعَّ في مرماكَ ما رَحِمَكْ آبُوا إلى كوثرِ) العَطشانِ واغتَرَفُوا=مِنَ الكفوفِ التي قَدْ ضيَّقتْ نَسَمَكْ الرّافِضُونَ، مِنَ العبّاسِ شيمتُهُمْ=في الأرضَ يعلو صدى لاءاتِهِمْ نَعَمكْ هُمُ الحماةُ، حسينيّونَ، لو نَطَقوا=سمِعْتَ هيهاتَهم قَدْ فَجَّرَتْ صَمَمَكْ لو وُزِّعوا في لظى الإسفلتِ ما وَهِنوا=ولَوْ صَبَبْتَ على أرواحِهِمْ حِمَمَكْ فخرَّ مَنْ خرَّ مِنْهُمْ موقدًا يَدَهُ=في الدربِ، تفضحُ في إشراقِها عَتَمَكْ فاركضْ فثمّةَ جرحٌ فاتحٌ فمَهُ=مازالَ، إنْ عضَّ في أذيالِكَ الْتَهَمَكْ

Testing
عرض القصيدة