إن لمْ تكنْ لي من جراحكَ أنهرا = أوَ لمْ تكنْ لرفيفِ أنفاسي ذُرى؟ فخُذِ العطاشى والتلاواتِ التي = صعدتْ على متنِ السّماءِ لتثأرا إنْ لم تكنْ لحضارتي أمواجَها = ارمِ البحارَ هناكَ وامنحني الثرى وأدِرْ رحيلي في رحيلِكَ إنّني = وحدي أعمِّدُ حزنَ هاتيكَ القُرى لا سورَ لي أوَّلتُ كلَّ حقيقتي = وبرأتُ لي شفقًا بمائكَ أحمرا ونسجتُ حبكةَ دمعتي جوريةً = فنما البكاءُ على فمي وتقطّرا يا أنتَ غيماتُ الحروفِ وما انثنتْ = سبّحتُ باسمِكَ كلَّ حرفٍ أمطرا يا موغلاً في النصِّ يا مرثيةً = تعبَ الزمانُ هجاءَها فتجذرا جمرٌ على زبدِ القصيدةِ حالكٌ = وحمامةُ الكركِ استحالتْ أشطرا كتبتْ صلاةً حشرجتْ ماءَ الهوى = بعروجِها فتوضأتْ حزناً جرى كتبتْ حياةً والفراتُ ترجرجتْ = نبضاتُهُ في ضلعهِا فتكوَّرا كتبتْ حسينًا والسما إيماءةٌ = من خلفِها كلُّ الوجودِ تحرّرا من أنتَ؟ تسمو بالهيولى حينَما = كانتْ على كفيكَ ضوءًا قد سرى يا أزرقًا لفظ البحارَ بلونِهِ = فتشبَّثَتْ بنزيفِهِ حينَ انبرى أنت اختصرتَ الجرحَ خاصرةَ المدى = وسكبتَهُ في كربلائكَ كوثرا هيجانُ جرحِكَ كانَ أوَلَ خِلقةٍ = للضوءِ فاستحيا وفيكَ تحيَّرا قدْ بُحْتَ للبحرِ الغريبِ بشهقةٍ = وعلى كمنجةِ موجِهِ طالَ السُّرى وبحزنِ أغنيةِ الفراتِ تهامستْ = آلامُها الكبرى وباسمِكَ كبّرا أنتَ اكتنزتَ طفولةً من حلمِها = يا واحدًا مذْ كنتَ فيها حاضرا ولَكَمْ تفتَّحَ ياسمينُ بكائها = فالرأسُ والجسدُ الشّريفُ تنثّرا نَزفَ التُرابُ وآهُهُ موتورةٌ = بجراحِ زينبَ ، فالحسينُ على الثرى! حقلٌ مِنَ الكلماتِ فوقَ دموعِها = والذكرياتُ هناكَ باتتْ محشرا اليومَ تُختتَمُ الفصولُ بمسرحِ ال = أوجاعِ يا وجعَ السماءِ الأحمرا واليومَ تُفتتَحُ الفصولُ وترتدي = غيماتِها البيضاءَ لونًا أطهرا مولايَ يا مولايَ فامنحْ لونَنا = عزفًا نقيًّا مستفيضًا مرمرا أنتَ الذي أبحرتَ في غُرباتِنا = رشَّفتَ فينا الضوءَ ضوءًا أكبرا أنتَ التقطتَ الكونَ ليلةَ عشرهِ = وزرعتَ فيهِ من دمائكَ بيدرا وأنرتَ ناصيةَ الغيابِ بمسحةٍ = مِنْ كفّكَ الأحنى فأبصرتِ الورى فمددتَهُ للعالمينَ حقيقةً = ومددتَ للفقراءِ خبزًا أسمرا فصَّلتَ ماءً في مقاسِ كرامةٍ = حتّى بقيتَ لكلِّ حرٍّ منبرا ونسجتَ من قلقِ النبوّةِ موطنًا = فالأرضُ أرضُكَ والمسيحُ تكرّرا من تلةٍ للحزنِ جاءت مريمٌ = أخرى وصبّتْ كأسَ حزنٍ مُصبرا بوحٌ بتولٌ في مدامةِ طفِّها = ومحرَّمٌ في بوحِها حتّى الكرى جاءتْ وما جاءتْ إليكَ وإنّما = اتّكأتْ على دمِكَ الممخَّضِ بالذرى جاءتْ وجئتُ ، مسافتي علِقتْ هنا = ونوايَ بالعشرِ الشجيِّ تدثّرا أمعنتُ في شطَّيكَ ألتمسُ الهُدى = وأهامسُ الرملَ العريقَ بما جرى فأرى المدى فردًا غريبًا واحدًا = هو بالحسينِ العالميِّ تجمهرا

Testing
عرض القصيدة