صلّى صلاةَ العِشقِ للخلّاقِ = ورَقَى إلى العَليَاء ِفي الآفاقِ ومشى إلى نبعِ الحياةِ مُرَوِّيًا = أرضَ المَوَاتِ بفيضِهِ الدَّفَاقِ لمَّا هَوَى يسقي الوجودَ بنحرِهِ = بِدَمٍ مُزَكًّى طاهرٍ رَقرَاقِ إذْ كانَ نبضُ الروحِ يشكو ظامئًا = ودموعُهُ يَبَسٌ مِنَ الأوراقِ جَدبٌ أصابَ مَناهلَ الحُبِّ التي = كانت إلى معنى الكمالِ سَوَاقي وسماءُ بِرٍّ غالَها غَلَسُ الرَّدى = ترنو إلى الإصباحِ والإشراقِ وغَفَتْ عيونُ الأفقِ في غَفلاتِها = والناسُ مالوا في هوى الإرهاقِ وشريعةُ القُدسِ العظيمةُ نالَهَا = زَيفٌ وحربٌ مِنْ هوًى ونفاقِ حتّى تعملقَ باطلٌ بأميَّةٍ = يجثو على التأويلِ والأعناقِ ثُمَّ استغاثَ الدينُ يطلِبُ ناصرًا = أضحى يئنُّ بجمرةِ الإحراقِ مِنْ دونِهِ سبطُ النبيِّ سيمتطي = فَرَسَ الفِداءِ بلهفةِ الأشواقِ وكواكبٌ مِنْ حولِهِ خاضوا الوَغَى = عَرَجوا، فكانَ رحيلُهُمْ للباقي ومضى لمحقِ العُهرِ مِنْ أسوارِهِ = لِيَشِيدَ صرحَ الحقِّ في الأعماقِ مِنْ نحرِهِ عِزًّا يبوحُ بلاغةً = ودماؤهُ غَيثٌ سلامٌ ساقي فَلَهُ سلامُ الروحِ طولَ دُهورِنا = ولَهُ السّلامُ بزفرةِ العُشَّاقِ