مِنْ أينَ أشرَحُ نَحْرَهُ وكِتابَهْ=وحديثُ مُحْكَمِهِ عَليَّ تَشابَهْ؟ هلْ لي بوَعْيِ الأنبياءِ لأصطَلي؟=فكليمُهُ قلبِي توسَّدَ بابَهْ ناجيتُهُ وغَرسْتُ عَقْليَ عِنْدَهُ=فرَأيتُ .. تعتنِقُ السَّماءُ تُرابَهْ ويُرتِّلُ القُرآنُ مصحفَ جِسْمِهِ=والكونُ يخشعُ لاثمًا أعتابَهْ وبِحَمْدِهِ ثَغْرُ الرِّسَالةِ قد شدا:=(أنا مِن حُسينٍ) ، وارتَدَيتُ خِطابَهْ نَبَأً قرأتُكَ ، عنْهُ (عَمَّ) تساءَلَتْ=والدَّهْرُ لُغْزُكَ مُعْجِزٌ أَلبابَهْ مفتاحُ كُنهِكَ كَمْ ينوءُ بعُصبةِ الْ=أفهامِ ، كنزُكَ ما كشفْتَ حجابَهْ أدخلتُ في جَيبِ الزّمانِ يدِي فَلمْ=تخرُجْ بسِرِّكَ واقْتَفَيتُ سَرابَهْ أتجلبَبُ التاريخَ عَنْكَ مُناشِدًا=فأرَى شمُوخَكَ مُرهِقًا أثوابَهْ خُيَلاؤُكَ اختصرَ المدَى بعُرُوجِهِ=في عَرْشِ رُمحِكَ والجِراحُ مَهابَةْ كم حاصرَ الموتُ الجَهاتِ وما احتوى=مَغْزاكَ حتَّى فيكَ ضلَّ صوابَهْ في كُلِّ مِئْذَنةٍ حُسَينٌ رايةٌ=تعلو وكانتْ كربلا محرابَهْ مُذْ لاحَ صَوْتُ أذَانِهِ .. قَدْ خِيْرَ لي=أنَا مَصْرعٌ لاقيهِ ، خَطَّ إيَابَهْ ألفَيتُهُ في كُلِّ عَينٍ غيمةً=تُتْلَى ، ويرتشفُ الخُلودُ عُبابَهْ يَتربَّعُ الأيَّامَ نَدُّ طُفُوفِهِ=وَالعُمْرُ مِجْمَرُهُ أزاحَ غِيابَهْ وحراؤُهُ / الأرواحُ مِنْ هَيهاتِهِ=عُجِنَتْ ، فصَلَّتْ تستقلُّ رِكابَهْ آياتُهُ لمّا توزَّعَ ضَوؤُها=في الأرضِ أَوّلَتِ النجومُ شِهابَهْ و(الجُودُ) أوَّلُ آيَةٍ في نيْنَوَى =ظمِئَتْ لهُ فَسَقَى الحيَاةَ سحَابَهْ الماءُ سُبحتُهُ ، مُذِ افتَرَشَ الثَّرَى=سجَّادَةً منحَ الفُراتَ خِضابَهْ إنْ عَانقَ العَطَشُ اسمَهُ فحرُوفُهُ=نهرٌ ، ويُجْرِي ذِكرُهُ أكوابَهْ ذاكَ الحسينُ الماءُ ليسَ كمثلِهِ=رِيٌّ ، وتشتاقُ الجُفونُ شَرابَهْ ينمو فراديسًا بخنصرِهِ النّدى=ومِن اسمِهِ اشتقَّ الغَمامُ عِذابَهْ أَنا كُلَّما طُفْتُ القَصائدَ سائلاً=عنْ بَحْرِهِ غرَقِي يلوحُ إجابَةْ أتعبتَ مَن رَسمُوا ملاَمحَكَ التي=تَخِذَتْ بِعَيْنِ اللهِ كَهْفَ غَيَابَةْ ورفَعْتَ ذاتَكَ يومَ طفلُكَ قد حَبا=للأُفقِ لونَ عقيقِهِ وعِتابَهْ ! واللهُ حينَ أرادَ شرْحَ صِفَاتِهِ=أوحَى لنحرِكَ أنْ يُرِيقَ كِتابَهْ

Testing
عرض القصيدة