أيَّ النوائبِ أسترِدُّ وأركُمُ=وجميعُهَا قصُرَتْ، وليسَ تُترجَمُ؟ أعظِمْ بهِ يومًا تفرَّدَ فِتيةٌ=في كربلاءَ، ومِن دِماهمْ أحرَمُوا كالواقِفِينَ على الصّعيدِ وروحُهُمْ=صَعَدَتْ لِلُقيا اللهِ، بالدّمِ أقسموا أعظِمْ بِهمْ يَسعَونَ في سُوحِ الوَغى=كالسّعيِ بينَ المَشْعَرَيْنِ، وزمزمُ يتسابَقُونَ إلى الحُتوفِ كأنَّهُمْ=أقمارُ تُمٍّ للنِّزالِ تَبسَّموا! فمُتيَّمٌ أعزى المنيةَ نحْوَهُ=إنْ صالَ فِيهِمْ فالعساكِرُ تُهْزَمُ ومُزمجِرٌ هَزَمَ البقاءَ بروحِهِ=حتّى تَسامَتْ للإلهِ، وَهُمْ عَمُوا عجِزَ البيانُ، وليسَ تحكُمًهُ رؤًى=فنعى القريضُ، وحِبرُهُ الهَمُ والدّمُ! ماذا أرى؟ ماذا عَسايَ أُعلِّمُ؟=وبأيِّ وصفٍ استشِفُّ فأرسِمُ؟ مِنْ دمعِ زينبَ والرَّبابِ وطِفلِها=مِن ذبحِ عبدِ اللهِ طلَّ مُحرّمُ مِنْ خِنْصَرٍ مبتورِ ظلَّ على الثَّرى=مِنْ سهمِ شؤمٍ فيهِ خسفٌ مَعلَمُ وا نَكْبَتَاهُ! أفي السُّرَى مُتنفِّسٌ=وبكربلاءَ هنا الحُسينُ مُثَلَّمُ؟ وا غُرْبَتاهُ! أفي الطُّفوِف مُعزَّزٌ=ولزينبَ الحوراءِ قَدْرٌ مؤلِمُ؟! للشامِ قادُوها، ويا لكَ مَقتلٌ=حطَّتْ عليهِ رؤوسُ طهرٍ أُعدِموا أملاكُ حَزْنى، جِبرئيلٌ قد غدا=يُشتدُّ حُزنًا للحُسينِ ويلطِمُ!

Testing
عرض القصيدة