لا تخشَ مِنْ بللِ الدموعِ المُكمَدَة = يا شِعرُ وادخُل، فالصُروحُ مُمَرَّدة قد شَفَّ صرحٌ بالمشاعرِ حينَما = كانَ الحُسينُ بما يُمَثِّلُ سَيِّدَه كُلٌّ يصُفُّ بِشِعْرِهِ أنباءَهُ = بالحُبِّ حيثُ هواهُ طَيَّرَ هُدْهُدَه بِسوى اليقينِ فلا تقومُ قصائِدٌ = فاجعَلْ يقينكَ يومَ شِعرِكَ أعمدَه يا مالِئَ الدنيا إباءً مُشرِقًا = مقدارَ ما مَلَؤا الأماكنَ عربدة أسهَرْتَ سيفَكَ في الليالي وحدَهُ = لمَّا حلا نومُ السيوفِ المُغْمَدة وعَرَفْتُ ( لكنْ حينَما عرَّفتَنِي ) = في الذهنِ كلٌّ كيفَ صاغَ مُحمَّدَه شتَّانَ مَنْ أحياهُ في كلِّ الحياة = وَمَنِ الذي بينَ الزوايا قيَّدَه يا سيّدي إنَّ القلوبَ على الطريق = مرصوفَةٌ لكَ فالطريقُ مُعبَّدة إنْ شئتَ أن تصِلَ الحسينَ بكربلا = فاسلكْ، ولكنْ مِنْ طريقِ الأفئِدة خُذْها فلا تحوي سوى أملاكِها = فالجنُّ في دربِ الحُسينِ مُصفَّدة كم كانَ في الطَّفِّ الصدى مُتيقِظًا = يأبى الخديعةَ مِنْ صريرِ الهدهدة ما خلَّفَتْ في الطفلِ غيرَ مرارةٍ = مِنْ فرطِ ما اشتعلَ الصَّدى متوقدة ونشيدُهُ، قلْ كيفَ يرويهِ النشيد = مهما مُردِّدُهُ بعطفٍ ردَّدَه ألقى عليهِ الرجسُ سهمًا مارقًا = جمعَ الظلامَ بهِ هناكَ وحشَّده فرمى الحسينُ إلى السماءِ دماءَهُ = فتجمَّعَتْ أشجانُها متلَبِّدة دمٌّ كفعلِ الموجةِ الأولى التي = قد فاجَأتْ نوحًا وهزَّتْ موقدَه لا بدَّ من طِفلٍ يموتُ بكربلا = فالسهمُ حتمٌ والمَهَامُ مُحدَّدَة مِنْ بعدِ سَيْرِي لم أجدْ بحقيبتي = فوقَ الطريقِ، سوى خُطايَ الُمجَهدة فسلَلْتُ روحي مِنْ جِرابِ وحولَها = فالطينُ جارَ على الطريقِ ومدَّدَه فاسكبْ شُعاع ضيائِهِ متوضئًا = فهناكَ لا تجزي صلاةُ الأصعدة لم تجرِ مِنْ دمهِ هنالِكَ قطرةٌ = إلا غدَتْ ياقوتةً وزمرّدة أَوَ ما كفى أنَّ الحسينَ بكربلا = قد وارَبَ البابَ الكبيرَ وأوصَدَه

Testing
عرض القصيدة