إنَّ القريضَ يهزُّني بحروفِه = شعرًا وحانَ الوقتُ في تأليفِه فمحرَّمٌ قد جاءَ في نكباتِهِ = شهرٌ حليفُ الحزنِ رهنُ حليفِه تجري الدموعُ فما نسينَ عزاءَهُ = نبكي دمًا في بدوهِ وبريفِه في كربلا وقفَ الحسينُ مناضلاً = نفسي فِدَاهُ بسيرِهِ ووقوفِه فابنُ النبيِّ وابنُ فاطمةَ الألى = وابنُ العليِّ بمجدِهِ وزحوفِه سيفٌ بهِ خانَ الزمانُ بغدرِهِ = بطلاً ويومُ العزِّ يومُ طفوفِه سبطٌ تشحَّطَ بالدِّما مترمِّلاً = أحيا لدينِ اللهِ محضَ حتوفِه ظمآنُ لا ماءٌ إليهِ فيرتوي = يُسقَى ومِنْ نزفِ السّهامِ رشيفه صحبٌ مكانُ القطبِ كانَ محلَّهُمْ = رغمَ الزمانِ ورغمَ كلِّ ظروفِه ضحّوا على أعتابِ أعظمِ محنةٍ = خوفًا على القرآنِ مِنْ تحريفِه لم يرهَبوا تلكَ الجيوشَ وإنّما = صمدُوا بوجهِ مِآتِهِ وألوفِه وأخٌ هُوَ العبّاسُ رمزٌ للوفا = الأمُّ مَنْ قامَتْ على تعريفِه هذا الحسينُ وأنتَ تعرفُ أمَّهُ = سبطٌ أرادَ الربُّ في تشريفِه وتعلّمَ الدرسَ البليغَ تصبُّرًا = ما راعَهُ في الطفِّ قطعُ كفوفِه هذا ابنُ حيدرةَ الأشمِّ تحمُّلاً = قمرٌ تجندَلَ بالوَغى بخسوفِه لاحَ الهمامُ الأكبرُ الفذُّ الذي = قلبَ الخميسَ بحندِهِ وصفوفِه يا بنَ الحسينِ وأنتَ تشبهُ جدَّهُ = أكْرِمْ بمقتولٍ مضَى ورهيفِه بكَ في البهاءِ عَنِ النبيِّ تجمُّلٌ = وأثيلُ مجدٍ ينتمي لشريفِه ومَشَيْتَ تَعبُرُ جيشَهُمْ متلقِّيًا = في الجسمِ طعنَ رماحِهِ وسيوفِه لاحَ الغلامُ القاسمُ الشبلُ الفتى = فرطُ الشبابِ يروقُ في توصيفِه كالطيرَ طارَ على الحِمَى بجناحِهِ = ومحلِّقًا صوبَ العِدا برفيفِه بدمٍ تحنّى ذاكَ ابنُ المجتبَى = زفَّ العريسُ لعرسهِ بطفوفِه لأجنُّ للطفلِ الرضيعِ صراحةً = بَكَتِ السماءُ لقتلِهِ ونزيفِه اللهُ يحكمُ يومَ تنقلبُ الدُّنَا = مهلاً فحكمُ اللهِ عدلُ رؤوفِه مِنْ كلِّ مَنْ سَلَّ الحسامَ بظلمِهِ = يومَ القصاصِ يلوحُ في تثقيفِه مِنْ بطنِ مكّةَ حينَ يومَ ظهورِهِ = نصرًا ولاحَتْ دانياتُ قطوفِه