تِيهًا يعالجُ بالنّواحِ تَحسُّرَهْ=قلبٌ على نارِ النَّوى ما أصبَرَهْ يقتاتُ من وجعِ الفِراقِ بزفرةٍ=وإذا نأى ركبٌ أقامَ تسعُّرَهْ يرنو لكفِّ المَكْرُماتِ، لدعوةٍ=تأتيهِ مِنْ وادي السلامِ مُبشِّرَة كم عابرٍ يمضي، يمُرُّ بدربِهِ=يلوي الوداعَ يدًا فيغرِسُ خِنجَرَهْ آهٍ لوجدِكَ يا فؤادُ، أكلّما=نُظِمَ الهوى نَثرتْ شجونُكَ مجمرَة؟! للهِ درُّكَ في الحسينِ ومبدعٌ=إنْ جفَّ دمعٌ رُحْتَ تنزفُ أحمرَهْ وأنا على الممشى المهيبِ مطوّحٌ=والعينُ مِنْ لهبِ الفراقِ مفجَّرَةْ قد قالَ لي المسرى بليلِ مواجعي:=إنَّ الحوائجَ بالحسينِ مُيسّرَة فأشحتُ عنهُ ومِلْءُ جوفيَ لوعةٌ=ووهبتُهُ جُمَلَ الوداعِ مُكسّرَة وتلوتُ: حيَّ على المسيرِ لظامئٍ=ما بينَ خلقِ اللهِ قَسَّمَ أنهُرَهْ وعلى تُرابِ الطّفِّ وهو ممدّدٌ=وحيُ الخلودِ جثا وقبَّلَ منحرَهْ والرمحُ يحمِلُ رأسَهُ متحرِّزًا=بالذكرِ والفلواتُ تحضِنُ خِنْصَرَهْ خَطَفَ النهارُ نجومَهُ وسُعودَهْ=والشُّهْبَ والبدرَ المنيرَ ومحضرَهْ وأتى المساءُ إليه وحشٌ آخَرٌ=ليُجْزِّرَ الحرماتِ بعدَ المجزرَةْ ليُتِمَّ خِسّتَهَ، أغارَ على الذي=قد كانَ يُؤْويهِ الحسينُ ويستُرهْ حُلُمٌ على جرحِ الغيابِ حملتُهُ=أمشي بهِ نحوَ الذبيحِ ليعْبُرَهْ مِنْ بِشْرٍ الحافي وُلِدْنَ قوافلاً=يا بشرَها بِلِقَا الحسينِ مُبشّرَةْ جيشٌ مِنَ الآهاتِ يَشْهَرُ أدمعًا=ويصولُ في الأزمانِ حتّى ينصُرَهْ يتلو على سمعِ الوجودِ عقائدًا=الوِدُّ دِينٌ، والبكاءُ تَصدَّرَهْ أنَّ الحسينَ بعينِ كلِّ موحِّدٍ=دمعٌ، ويَخرجُ عَنْ مدارِ السّيطرَةْ أنَّ الطفوفَ حِكايةٌ مِنْ آدمٍ=تطوي الحياةَ بغصّةٍ للآخِرَةْ أنَّ الشُعورَ جناجنٌ مطحونَةٌ=تَحْتَ السنابِكِ بالعراءِ مُبَعثرَةْ أنَّ الحياةَ بمأتمٍ وبموكبٍ=أنَّ الخلودَ بخدمةٍ مُتجذِّرَةْ

Testing
عرض القصيدة