ومضاتُ الشوقِ فانوسُ الأملْ = وصفاءُ الفكرِ ترياقُ العملْ قلَّبَتْني نارُ وجدي هائمًا = وكأنَّ النومَ عن عينيَّ ضلّ مستفيضًا بالذي في ناظرِي = لكنِ القلبُ شريدًا لم يزلْ رُحْتُ أستنشقُ مِنْ ريحِ الهوى = نشوةَ الشعرِ وأنسامَ الغزلْ فتدنّى يطلقُ الكلمةَ مِنْ = مدفعِ الحبِّ لتنسابَ الجُمَلْ أصبحَ المنبرُ يلقي نحونا = تمتماتِ الروحِ تسري كالعسلْ أشعلَتْ أيامُهُ لهفتَنا = ألفُ طوبى للذي فيهِ اشتعلْ منزلاً مرساتُهُ يحملُنا = لنعيمِ الدارِ إنْ جاءَ الأجلْ أمُّهُ مَنْ أمُّهُ؟ لاتسألَنْ = حينَ تُبدي بلْ عَنِ العلياءِ سلْ والأبُ الساقي على الحوضِ ومَنْ = بدَّدَ الكفرَ إذا في الوقْعِ حَلّ وَلَدَتْ فاطمةُ الزهرا بِهِ = وبهِ جمعُ التراتيلِ اكتملْ وتحلَّت كربلا زاهيةً = بالثيابِ الحُمْرِ في أبهى حُللْ وبساطُ الأرضِ لما قَبَضَتْ = عينُهُ مِنْ أثرِ النورِ اكتحلْ ولهُ الفطرسُ أرخَى ظلَّه = وليومِ الدينِ في الخدمةِ ظلّ زارَهُ منكسرًا في مهدِهِ = أُعطِيَ المطلبَ والكسرُ اعتدلْ جعلَ اللهُ لهُ منزلةً = ليسَ إلاَه إليها قدْ وَصَلْ حينَ سالَ الدمُ يحمي شرعَنا = طيفُهُ الوضّاءُ للعرشِ اتصلْ حينَ فاضَ النحرُ عَمَّتْ صرخةٌ = تبتغي العزَّ على وَقْعِ الأسَلْ يا يزيدَ الشؤمِ مَنْ أنتَ إذا = رُمْتَ أنْ تفصلَ شأنًا ما انفصَلْ ليتَ أشياخَكَ يومًا حضَرُوا = زحفةَ المليونِ مِنْ دونِ وَجَلْ تلهبُ الخطوَ تنادي باسمِهِ = ما تغشّاها التمادي والكَسَلْ لتولَّوا واستمالًوا قَرَحًا = ثمّ قالوا يا يزيدُ فَلْتُشَلْ هذهِ الدورُ إذا عاينْتَها = كلُّ ركنٍ عندَها وحيٌ نزلْ أوَما يكفيكَ كمْ مئذنةٍ = صدحَتْ حيَّ على خيرِ العملْ عُجِنَتْ طينتُنا مِنْ حبِّهِ = فسلَكْنَا دربَهُ مهمَا حصَلْ كَتَبَتْ قصّتَهُ آماقُنا = فاستشاطَ الشوقُ مِنْ دمعٍ هَمَلْ ما شرِبْنا الماءَ إلاّ عندَما = سجَّلَتْ أحشاءَهُ البيدَ مَثَلْ فاحتوى العشقُ زمانًا خالدًا = نتلقَّاهُ ولا نلقى مَلَلْ واحتوى الخلدُ مكانًا شاهقًا = أينما يومئُ في أرضٍ نَزَلْ

Testing
عرض القصيدة