احْتِرَاقٌ بِلا دُخَان
السيد أحمد العلوي
هَــا هُـنـا صَـرْخَـةٌ تُـضـيءُ
الـثَّواني دَمـعةُ الـعينِ فِـي رُمُـوشِ
الـزَّمانِ
عَـلِّـقـوني بِـرَعْـشةِ الـمَـوتِ
إِنِّــي ثـــورةٌ لا تــمُـوتُ فــوقَ
الـسِّـنَانِ
أنَــا و الـمـوتُ قِـصَّـتانِ ،
شِـرَاعَـا نِ ، صَـبَـاحَـانِ مِـــن دَمٍ ،
ضِــدَّانِ
سَــاهِـرٌ شَــاهِـرٌ سُـيـوفَ
الّـلـيالي أكْـتـبُ الـعِـزَّ مِـنْ دَمِـي
الـسَّهْرانِ
كُــلُّ شَــيْءٍ مُـمَـزَّقٌ فـوقَ
جَـفنيْ يَ صِــغَـاريْ ، مَـلامِـحِي ،
ألْـوانِـي
لَــمْ أجِــدْ شُـرفةً مِـنَ الـمَاءِ
لـكنْ داخـــلَ الـنَّـهْـرِ أُلـقِـيَـتْ
شُـرْفَـتَانِ
لَــمْ أجِــدْ رشْـفَةً مِـنَ الـماءِ
لـكِنْ الـعَـصَـافيرُ تـرتـوِيْ مِــنْ
لِـسـانِي
مُـثْـخَـنٌ بـالـدُّعَـاءِ ، قـلـبي
صَــلاةٌ يَــجْــرحُ الـمُـسـتـحيلَ
بـالـخَـفَقَانِ
يَنْزِفُ العَرْشُ مِن جراحي لَحَتَّى اْحْ مَــرَّ لــونُ الـسَّـماءِ فـي
شِـرْيانِي
هــكَـذا تـطـعَنُ الـرِّمَـاحُ
قـمِـيصي يـــا لِــمـوتٍ أتَـــى بِــرمْـحٍ
جَـبَـانِ
كـمْ مِـنَ الـوقتِ تأخُذُ الحربُ
حتَّى يُـدرِكَ الـموتُ أنْ كَـسَبْتُ رِهَاني
!
قـلتُ لـلسَّيفِ :كُـنْ ، فـكانَ
دُخـاناً إنَّ هــذيْ الـسُّيوفَ مَـحْضُ دُخَـان
ِ
فــي فَـمِـي كـرْبَـلاءُ، ثَـمَّ
ارتِـعاشٌ رعْـشَـةُ الـمـاءِ فــي فـمِ
الـظَّمآنِ
واقـفـاً أُغْـمِـضُ الـسَّماءَ عـلى
الأرْ ضِ و أبــكـيْ سِــلاحـيَ
الـجَـفـنَانِ
مـا لـنفسِيْ بـكيتُ ، في داخِلي
إن سَــانُ ربِّــيْ يـبكيْ عـلى
الإنْـسَانِ
لـحْـظـةً إثـــرَ لـحـظةٍ يَـقِـفُ
الــل هُ مَــعِـي و هــوَ خــارجَ
الـزَّمَـكَانِ
أُقـرِئُ الـغيبَ سُـورةَ النَّحرِ إنَّ
النْ نَـــحــرَ هـــــذا تَــتِــمَّـةُ
الــقُــرآنِ
إِنَّ فـــي (غـــارِ كـربـلاءَ)
رُؤوســاً تــعـبُـدُ اللهَ حــيـثُ يـعـلـو
أذانـــي
قـاتِـلـوا جُـبَّـتـي و سُـبـحـةَ
أمِّـــي ســتـصـدُّ الـــرَّدَى يـــدُ
الـرَّحـمـنِ
مَـزِّقُـوا خـيـمةَ الـسَّـماواتِ
طـعـناً ســتـشـدُّ الــــرِّدا يَــــدُ
الـعِـرفَـانِ
حــاولَ الـسيَّفُ مـرَّةً قَـطْعَ
نـحري فــــــإِذا شــفْــرتــاهُ
تَــحْــتـرِقَـانِ
أيُّ مَــعْــنَــى يُــخــضِّـرُ الأرضَ
إلَّا قَــطْـرَة الــوردِ مِــن دَمِ
الـقـربانِ
أفـلَتَ الـوقتُ ،لـمْ يـعُدْ زَمَـنٌ
فـي قَـبْـضتي أو مـسَـافةٌ فــي
مـكاني
غــادرَ الـمـاءُ حُـزنَـهُ و بـقـى
طِـي نُ (الـفُرَاتاتِ) عـالقاً فـي
حِـصَاني
هَـــا أنَــا هَــا هــو الـفـراتُ
كـلانـا جــفَّـفَـتـنـا مَـــصَــارِعُ
الــشُّــبَّـانِ
لـيـسَ تـهـتزُّ هــذهِ الأنـفُسُ
الـحُمْ رُ و لــــو قــــدرَ هـــزَّةِ
الـفِـنْـجَانِ
حـينَ داسـتْ سنابكُ الخيلِ
صدْري شَـهَـقَ الـمـوتُ داخــلَ
الـشَّيطانِ
قـلتُ :عُطشانُ ، لمْ أذُقْ ..قال
كلَّا افـصلُوا الـرأسَ ، و اسْتقلُّوا
كَيانِي
كُـنْـتُ مــا بـينَ طـعنتينِ و
رُمـحي نِ و طِـفْـلـيـنِ جــانِـبِـيْ
يـظْـمَـآنِ
أخـلُـقُ الـمَـاءَ مِـن تُـرابٍ، إذا
قُـل تُ لــهُ كُــن ...، يـكـونُ
بـالإِمْـكَانِ
يَــا عِــراقَ الـسَّـنابِلِ الـخُضْرِ
إِنِّـي هُــدهُــدُ اللهِ مُــرْسَــلُ
الأوطَـــانِ
جِـئتُ مِـن زيـتِ نُـورِهِ أَسْرُجُ
الدِّي نَ عَــلَــى أَرْضِــــهِ بــنـحْـرٍ
ثــــانِ
نَ عَــلَــى أَرْضِــــهِ بــنـحْـرٍ ثــــانِ |