هل هوى اللفظُ من سماءِ المعاني=أم أضاعَ البيانُ سحرَ البيانِ؟ أم غديرُ القريضِ ماعادَ يجري=في حقولِ النفوسِ والأذهانِ كيفَ تُغْضي عَنِ السطورِ حروفي=أيدبُّ العداءُ في الخلاّنِ ؟ ولماذا جافى الخيالَ يراعي=وعصاني، وكانَ طوعَ بَناني كفرَ الشعرُ بالقريحةِ حتّى=خلعَ السبكُ جبّةَ الأوزانِ واكتسى آيةَ الحسينِ ملاكًا=يتغنّى في سورةِ الإنسانِ دأبُهُ يطعمُ الطعامَ لوجهِ اللهِ=حبًا، لا رغبةً بالجنانِ يخبزُ القلبَ لليتيمِ رغيفًا=فيذوبُ السؤالُ بالإحسانِ ويُعِزُّ المسكينَ بالعطفِ والإيثارِ=والبأسِ، والندى، والتّفاني ويفكَّ الأسيرَ مِنْ رِبْقَةِ الذُلِّ=ونابِ الطِّوَى، وخزْيِ الهوانِ تتلاقى فيهِ القلوبُ على العشقِ=تلاقي الأجفانِ بالأجفانِ فهْوَ عندَ الأشباحِ خامسُ نورٍ=وهْوَ عندَ الكتابِ سبعُ المثاني وهو ضحكُ الخريرِ في جدولِ الماءِ=وشدوُ الهَزَارِ في البستانِ وإذا الفُلْكُ في العُبَابِ عليها=غضِبَ البحرُ، كانَ برَّ الأمانِ إنَ تراءَى الوجودُ ديوانَ شعرٍ=فهْوَ بيتُ القصيدِ في الديوانِ ليسَ بدعًا إذا البديعُ أشاحَ=الوجهَ عنّي فقَدْ أصابَ الأماني فجمالُ الحسينِ في الشعرِ عبدٌ=لجمالِ الحسينِ في القرآنِ كلّما يذكرُ الكتابُ حسينًا=تعتري الشعرَ نشوةُ الولهانِ ربّما يخلعُ الحسينُ عليهِ=خيطَ نورٍ من الكساءِ اليماني آهِ لو خمرةُ البلاغةِ تجري=في عروقي فتستبيحُ كياني لرثيتُ الحسينَ في كلِّ شبرٍ=وبكيتُ الحسينَ في كلِّ آنِ واستعرْتُ الوفاءَ مِنْ مبسَمِ العبّاسِ=وردًا مُتوَّجًا بالحنانِ ورسمْتُ الإيثارَ مِنْ جُودِهِ المثقوبِ=جسرًا لمَا وراءَ الزمانِ تحتَهُ فضّةُ الفراتِ عليها=البدرُ يضفي بشاشةَ الجذلانِ يستحمُّ الأذانُ فيها ويسرِي=بخشوعٍ لضفّةِ العطشانِ حيثُ وجهُ الحسينِ جلَّ عَنِ الإدراكِ=والوصفِ والنُّهَى والجَنانِ لستُ أقوى على المضيِّ فنورُ=الشمسِ دونَ الجبينِ في اللَّمَعانِ مَنْ لِرُوحي بومضةٍ مِنْ سَنَاهُ=تتجلّى في لوحة الوجدانِ لتعودَ الحياةً طفلاً بريئًا=لاهيًا كالربيعِ بالألوانِ ويعيشَ الفقيرُ فيها غنيًّا=هانئًا بعدَ قسوةِ الحرمانِ كلُّ ما تشتهي النفوسُ وتهوى=صاغرٌ عندَهُ بكلِّ امتنانِ ويسيرُ الأسيرُ حرًّا طليقًا=ضاحكَ السنِّ رافلاً بالتهاني بعدَما باتَ قلبُهُ مثلَ طيرٍ=وعظامُ الأضلاعِ كالقضبانِ أدركَ الصبحِ بعدَ ليلٍ عبوسٍ=قمطريرٍ كسحنةٍ السجّانِ فهو ذو سحنةٍ من الظلمٍ قدّتْ=وفؤادٍ كغلظةِ الصَوَّانِ سوَّدَتْ كثرةُ الذنوبِ مُحَيَّاهُ =وطولُ السجودِ للسلطانِ يزدري بالأحرارِ مِنْ دونِ جرمٍ=وهو عبدٌ للأصفرِ الرنّانِ ألبسُوهُ عباءةَ الأمنِ حتّى=تُنْكِرَ العينُ هيئةَ الثعبانِ أينَ طيفُ الحسينِ مِنْ قلبِ صبٍّ=تارةً ينتشي وطوراً يعاني ؟ يقصدُ اللهَ في البلاءِ ويمضي=بعدَ نيلِ الرخاءِ للشيطانِ يا إلهي أنا المسيءُ فهبْنِي=رحمةً مِنْ خزائنِ الغفرانِ يا إلهي أنا الضعيفُ فهَبْنِي=منكَ حولاً وقوّةً في الهوانِ ليسيرَ الحسينُ نهجًا وفكرًا =في سلوكي ومنطقي ولساني وتمرَّ الطفوفُ موكبَ عزمٍ=يمحقُ الذعرَ مِنْ جبينِ الجبانِ فالرزايا ممزوجةٌ بدمائي=وضميري مُطَوَّقٌ بالتواني وإذا ما ركبْتُ بحرَ قريضٍ=لا لنيلِ العطاءِ، فالمالِ فانِ كلُّ ما أبتغيهِ نفحةُ لُطْفٍ=تحتويني مِنْ واقعِ الخسرانِ لتعودَ الحياةُ طفلاً بريئًا=لاهيًا كالربيعِ بالألوانِ

Testing
عرض القصيدة