سكَبْتَ بوادي العشق ِنصرًا وأصداءَ = فأغنيْتَ جرداءً وأحيَيْتَ بيداءَ عجيبٌ هو النحرُ انتفاضٌ على الرّدى = فكانَ إلى كلِّ الطواغيتِ إرداءَ ! وما زالتِ الأحرار تُهديكَ عمْرَها = وقد كانَ للجبّارِ عمْرُكَ إهداءَ وما زلتَ كم تُبدي، وتخفي عجائبًا = تقدّسْتَ إخفاءً تعاليتَ إبداءَ! تمنّيْتُ لوْ أُجري بناءَ قصيدتي = فلم أرَ غيرَ الدمعِ يقبلُ إجراءَ ! لقد صُغْتَ ديوانَ الطفوفِ وكم بهِ = قصائدُ أشلاءٍ توزّعْنَ إثراءَ ورأسُكَ إغراءُ القَنا، حيثُ لم أجِدْ = كمثلِ القَنا هشّتْ وكالرأسِ إغراءَ! مِنَ النحرِ للعَليا، مِنَ الطفِّ للمدى = فذلكَ معراجٌ يخلّدُ إسراءَ ضمائرُ قد ماتَتْ وتُفنيكَ حاوَلَتْ = فكنتَ إلى موتِ الضمائرِ إفناءَ! وأنتَ أبو الأحرارِ للذلِّ رافضٌ = فمَنْ رفضوا ذلاًّ غدوْا لكَ أبناءَ تجارى خليجُ الحبِّ والدمعِ بينَنا = وفي الرافدينِ انسابَ يرنُوكَ ميناءَ بدا بانحناءٍ في خرائطِ شوقِهِ = ولكنّهُ ما زالَ يرفضُ إحناءَ! تهيمُ بكَ الأشياءُ كلٌّ مُسبّحٌ = بأسمائِكَ الحسنى تباركْنَ أسماءَ وإنّكَ إعمارُ القلوبِ ولم تزلْ = تواصِلُ ما بينَ الأضالعِ إنماءَ (بذكرِكَ عاشَتْ) في المدى مطمئنّةً = وقد أصبحتَ أخرى بدونِكَ ظلماءَ أيا أيّها الظامي ويقتلُنا الظَّما = إليكَ، فزِدْنا يا أبا الطفِّ إظماءَ!