روحي إلى الوِردِ تسعى ،،
لهفتي قَدَحُ
ظمأى كما غيمةٍ للبحرِ تنسرحُ
صوتي كرملٍ بكفِّ الريحِ
أكتمُ ما يجيشُ في خاطرِ المعنى
وتفتضِحُ
والشوقُ يحفرُ في الأشعارِ ينبشُني
يكادُ عن كوّةٍ في الغيبِ
ينفتحُ
وهدهدٌ في خيالي رفَّ مرتبكًا
لا عرشُ بلقيسَ حلمي ،،
لا المُنى سبأُ

أحطْتُ ما لم تُحِطْ علمًا
وحطَّ على صدري ينوحُ
وفي أحداقِهِ نبأُ



ظمأى
أرومُ مرامي الوصلِ
تهمسُ لي الأبعادُ
أنْ واصلي التجوالَ في العللِ
من باطنِ القلبِ
أقصى ما يؤرِّقُهُ
أَصْغِي لصمتِ النُّهَى
كي تحزري جُمَلِي
كالبئرِ وارمِي بها كي تعرِفي حجرا
ما العمقُ؟
ما أنتِ ؟
ما الغاياتُ؟
وارتحلي !!
ولتمعِني في مرايا المشتهى النظرا
ما غاصَ ،،
ما عامَ ،،
ما يطفو من السُّؤْلِ،،
ولمِّعِيها فقد أغرى بها الصدأُ
وأوقدي الحزنَ حتى يشرقَ الحمأُ



ظمأى
يلوبُ على أحلاميَ القلقُ
وصوتُ أمِّيَ يدعُوني فأستبقُ
من أولِ الدمعِ
درسُ العمرِ تنقشُهُ
ما بينَ جفنيَّ حتَّى يبدأَ الغرقُ
مذْ كنتُ أحبو
على الأكتافِ تحملُني
حتّى إذا ما عرفتُ الخطوَ أنعتقُ
في موسمِ القطفِ منديلٌ يرافقُنا
نلملمُ الدرَّ
في الخدّينِ يندلقُ
جواهرٌ في سلالِ الفكرِ نجمعُها
وهجُ القصائدِ في آذانِنا حَلَقُ
مِنْ خفقةٍ
في سويدا القلبِ مطلعُها
لخفقةٍ
مِنْ عُبابِ الوجدِ تنبثقُ
نحوَ الحسينِ
تخفُّ الروحُ تتبعُني الأشعارُ ركضًا ،،
وتمشي خلفَنَا الطُّرُقُ

حيثُ السوادُ قميصٌ للأماكنِ
والراياتُ يحملُها في كفِّهِ الأفقُ
حتى عباءةُ أمّي حينَ أُمسِكُها
كظبيةٍ سارَ في أذيالِها رشأُ
للذكرياتِ سعيرٌ حينَ تلفحُني
في حضنِها كلّما أشتاقُ
أختبِئُ

بيتٌ من الحزنِ مسقوفٌ بناعيةٍ
ما زلتُ أسمعُها
مِنْ سالفِ الوجعِ
يضمُّها الدهرُ :
"هل من ناصرٍ"؟
وعلى مسامعِ القلبِ يلقيها
وكنتُ أعي
أنَّ الحكايةَ لا موتٌ ولا عطشٌ
بلْ فوقَ ما جالَ في آفاقِ متّسعي
حينَ ارتقى في
"تركتُ الخلقَ "منتبذًا
وواجهَ الظلمَ في سبعينَ ألفَ دعِيّ


وخُطَّ موتٌ فريدٌ في مناسكِهِ
كما القلادةِ
في جيدِ الفتاةِ زها
لا موتَ يشبهُهُ،،
ولا يليقُ سوى
بمَنْ ترجَّلَ للعليا وجاوزَها
ما كانَ أولَهني ،،
لمّا تقلَّدَها
نادى على عجلٍ
للحربِ فزّزَها
أشتاقُهُمْ شوقَ يعقوبٍ ليوسفِهِ
السابقونَ ،،
وأمّي كم أحنُّ لها
أبي يكادُ يشقُّ الغيبَ ممتشقًا بذي الفقارِ
ولكنَّ القضاءَ دهى
:"وخِيرَ لي مصرعٌ" ،،
يدعو السيوفَ خذي
فعانقَتْهُ
على الغبرا وعانقَها
بينَ النواويسِ أوصالي تقطِّعُها العسلانُ في سغبٍ
والحقدُ يقنعُها

الروحُ تفرغُ
والأكراشُ تمتلئُ
كانوا قريبًا مِنَ الفردوسِ
حينَ نأوا

ما زِلْتُ ظمأى
رسمتُ النبعَ في ورقي
لكنّهُ جفَّ لمّا سالَ في رمقي
أنقِّبُ الجرحَ إثرَ الجرحِ كيفَ ترى
سأخرجُ القلبَ مأمونًا من النفقِ
وكيفَ أنفخُ روحَ الشعرِ في قلمي
ورأسُهُ باتَ محزوزًا من العنقِ
كأنّني كلّما خِطْتُ الكلامَ
على متونِ بوحيَ
يبلى ثم يهترئُ

ظمأى أفتِّشُ عن وحيٍ
وكنتُ أرى
كلَّ السمواتِ تُدني حولَها سُتُرا
فمِنْ سماءٍ لأخرى
يرتقي ولهي
لكنّها صعّرَتْ لي خدَّها جُدرا
فكم زرعْتُ على أحداقِها مُقَلي
لكنّها أورَقَتْ في الأمنياتِ
كرى
مأهولةٌ بالصحارى
كيفَ تقبلُنِي
وكيف ترسمُ في أحلاميَ
المطرا
مضيتُ
كلُّ ذنوبِ الأرضِ أمتعتي
حمَلْتُها فوقَ أكتافِ الرّجا صُرَرا
معذورةٌ
هل ستلقاني معانقةً
وفوقَ صدريَ تنّورُ الشّقا سُجِرا
وكدْتُ أهوي
وطيرُ اليأسِ تلقفُني
لولا وجدتُ على دربِ الرؤى
أثرا
وبينما كنتُ أرقي
في أنامِلِها
كانَ الملائكُ فوجا
نازلاً تترا
إلى سماءٍ
مِنَ الياقوتِ قبّتُها
حمراءَ تحضنُ في آمادِها قمرا
ولَجْتُ
أستسقيَ المولى بروضتِها
كما المساكينِ
أرجو الغيثَ فانهمرا
فللحسينِ سماءٌ
ليسَ يدركُها
سوى المحبينَ
والثوارِ
والشُّعَرَا
وجدتُ وحييَ ،،
كانَ الشعرُ يغمرُني
وكنتُ أمتدُّ فيما حولَهُ شجرا،،
تلوتُ كلَّ تفاصيلِ الفجيعةِ
وحيًا بالدماءِ أتى
ما مسّهُ خطأُ
مازالَ ينزفُ
في ديباجةٍ كُتِبَتْ كأنَّها السِّفْرُ
في أرواحِ مَنْ قرأوا

ظمأى
مررْتُ على ذكراكَ أغترفُ
رأيتُ ظليَ في رؤياكَ يعتكفُ
وكلّما حدّقت روحي بمنبعِها
شيئًا فشيئًا
كما الإصباحِ أنكشفُ
حتى أإذا ما بلغتُ المنتهى
هطلَتْ ملائكُ الحبِّ
في ترنيمتي هتفوا :
لأنكَ الماءُ يجري خلفُكَ الظمأُ
وإثرَ نعليكَ ينمو النخلُ والكلأُ
والظامئونَ كأنَّ النهرَ يعرفُهُم
مرُّوا كما غيمةٍ وطفاءَ واتَّكَأوا
صمٌّ ،،
وبكمٌ ،،
وعميٌ ،،
حينما رشفوا
ممّا تفايضَ من قطرِ السَّنَا برئوا
ما زلْتُ بينَ زجاجِ الحلمِ مؤتلقًا
في سورةِ النورِ ،،
فيما غيرُكَ انطفأوا

Testing
عرض القصيدة