وحينَ لمحتُ حدودَ الهلالْ = هَمَتْ بالدموع ِعيونُ الخيال ْ كأنَّ الهلالَ سنابكُ خيلٍ = تهشِّمُ صدرًا حوتهُ النّصالْ وتلكَ الغيومُ كمثل ِالخيام ِ = وعرضُ السماء ِكسُوحُ القتالْ وأمّا النجومُ فتلكَ اليتامى = يبعثرُها الحزنُ يومَ النزالْ و(عباسُ) نورٌ بكبْدِ السماءِ = ينيرُ البرايا بنورِ الجلالْ وفي الحربِ نارٌ على المعتدينَ = يشقُّ الصفوفَ ويُفنِي الرجالْ يلاعبُ خبثَ الأعادي بسيفٍ = ويمطرُ هاماتِهِمْ بالنبالْ كأنَّ (علياً) أتى للطفوفِ = ومَنْ مثلُ (حيدرَ) يومَ النزالْ؟ فكانَ (أبو الفضلِ) نِعْمَ العضيدُ = وساقي العطاشى وشهمُ الخصالْ أحال َالشمالَ كمثلِ اليمينِ =وصارَ اليمينُ كمثل ِالشمالْ أ(عباسُ) إنَّا زحفْنَا إليكَ = يتاماكَ نحنُ ونرجو الوصالْ فوصلُكَ حقٌ على المسلمينَ = فلولاكَ ضِعْنا وعمَّ الضلالْ ولما تركْتَ الفراتَ حزيناً = بلَغتَ أجلَّ معاني الكمالْ فمِنْ ثورة ٍخُضِبَتْ بالوفاءِ = صلبْنَا الحرامَ عشِقْنَا الحلالْ فأينَكَ يا مطرَ العاشقينَ! = لتسقي قلوباً تنادي تعالْ ألم تدرِ عنَّا بيومِ الطفوفِ = ألم تدرِ عن صعدةٍ بالنعالْ؟ أما هاجَ قلبَكَ نحرُ الحسينِ = وطفلُ الحسين ِوباقي العيالْ! ألم تدرِ عن حرق ِتلكَ الخيامِ = وعن أسرِ زينبَ فوقَ الهزالْ؟ ألم تدرِ عن نائحاتٍ بدربٍ = حملْنَ همومًا صعابًا ثقالْ! أترضى بأنْ تُزْجَرَ الطاهراتُ = وأن يلتحفْنَ لحافَ الرمالْ؟ فمِنْ صبرِ زينبَ حارَتْ عقولٌ = ومِنْ تلِّ زينبَ غارَتْ تلالْ فعجِّلْ علينا بنورِ ضياكَ = ندبناكَ صبحاً وجوفَ الليالْ فحلمُ اللقاءِ بثأرِ الحسينِ = كلهفِ الظَّمَايا لماءٍ زلالْ حسينٌ يلبَّي نداءَ السماءِ = ولا قَطُ يومًا يردُّ السؤالْ فحينَ المنايا أتَتْهُ عطاشى = سقاها بنحرٍ وخلَّى العيالْ ويبقى الحسينُ صدى الثائرينَ = وشعلَةَ حبٍّ ومعنىَ النِضالْ فمَنْ رام َعيشًا أبيًّا كريمًا = يقيمُ مَعَ الثائرينَ اتصالْ لنورِكَ نرنو أيا بنَ الكرام ِ = ونحوَ ديارِكَ شُدَّتْ رِحالْ فأنتُمْ مفاتيحُ رحمةِ ربّي = وجئنَا إليكُمْ نريدُ النوالْ وأنتمْ مصابيحُ هذي الحياة ِ = وميزانُ عدل ٍبدون ِاختلالْ وإنْ زالَتِ الأرضُ ذي والسماءُ = ستبقى كشمس ٍبغيرِ زوالْ

Testing
عرض القصيدة