شعَّتْ بمحملِها فغابَ الغيهبُ = وأَغَارَ بالشَّمسِ الجلالُ الأهيبُ وتوارَتِ الزُّهْرُ الكواكبُ بعضُها = خجلاً وبعضٌ بالمصابِ تَصَوَّبُوا جاءَ النداءُ من السَّما: هي زينبٌ = "كالشمسِ إلا أنَّها لا تَغْرُبُ" غُضُّوا نواظرَكُمْ لتجتازَ التي = كانتْ بعينِ اللهِ في مَنْ حُجِّبوا مِنْ نورهِ اشتُقّتْ له ذاتٌ بدَتْ = منْهُ إذاً وإليهِ ساعةَ تُنْسَبُ مِنْ شامِخِ الأصلابِ تَختزلُ النّدى = وبطاهرِ الأرحامِ إذ تتقلَّبُ يا ويحَ دهري كيفَ أمسَتْ في العَرَا = حيرى يجاذِبُها الوضيعُ الأجربُ ويسوقُها زجرٌ بضربِ متونِها = ويسبُّها شمرٌ وذلكَ يصعبُ أينَ الذي خَلَعَ المجرَّةَ سيفُهُ = حتى يطيبَ لها السُّرى والمَرْكَبُ؟! قسماً بغيرتِهِ التي لمَّا تزَلْ = في مثلِها غِيَرُ المهيمنِ تُضربُ واللهِ لو نظرَتْ حميَّتُهُ إلى = ركبِ الفواطمِ وهْوَ ركبٌ يُسْلَبُ لتقاطرَتْ حِمماً وثارَ جحيمُها = لا ينكفي حتّى البسيطةُ تُقلبُ إيهٍ أبا فَضْلٍ، وعَمْرِي إنَّما = تقسو الكلابُ إذا أُصيبَ الأصهَبُ قد كنتَ طلَّقْتَ النعيمَ مِنَ الكَرَى = في حفظِ ربَّاتِ الحِجا تتأهَّبُ أوقفتَ كفَّكَ مُهرةً مُنقادةً = في طوعِ زينبَ، إنْ أشارَتْ زينبُ قمْ هذهِ تدعوكَ في ضنكِ الأسى = في مجلسٍ فيهِ الكلابُ تألَّبوا بينَ الذئابِ غدَتْ عقيلةُ حيدرٍ = تُبدي الظُّلامةَ والوعيدَ وتخطبُ وتذُبَّ عن حَرَمِ الرسولِ، بمخلبِ = التوبيخِ، كي لا تُستباحَ وتُنهبُ آهٍ لِوَجْدِكِ يا بْنَةَ الصَّونِ الذي = هتكُوهُ وهْوَ على حجابِكِ يندبُ آهٍ لِوَجْدِكِ يا بْنَةَ الخيرِ الذي = أمسى على عجفِ النِّيَاقِ يُلبَّبُ آهٍ لِوَجْدِكِ والحسينُ مرمَّلٌ = وعليهِ قدْ وطأَ الوضيعُ الأجربُ آهٍ لِوَجْدِكِ والكريمُ على القَنَا = إنْ نُحتِ ناحَ، وعينُكِ تستعتبُ وكلاكُما قلبٌ يُجرِّحُهُ الأسى = ويُذيبُ مهجتَهُ السُّرَى والمَركبُ أبكي وكُلِّي مأتمٌ لعزائِكُمْ = والموتُ مِنْ بعدِ الحسينِ لأعذبُ وهَنَايَ أَبْعَدُ ما يكونُ لخاطري = وحسينُ مِنْ حبلِ الوريدِ لأقربُ لكنَّ شكوى القلبِ حينَ أبثُها = للقائمِ المهديِّ وهْوَ المطلبُ