بَسملتُ بِاسمِكَ جاشَ صوتُ أنين:
أينَكَ والحسينُ حنين؟
ما تَملَّكتُ دُموعي نَازلة، فِطرتي حُبُّ الحسينِ هو الوطن
ازدَدْتُ عَشقاً حَائماً، مُنذ تَلَوْتُ قَبساً مِنْهُ ثمّ ولدِهِ والحسن
أيمكنُ للنورِ أن يُصَدَّ؟ والله يَأبى إلا كمالَهِ بَعدَ الأمين
ربي، أَتلكَ مِنْ خَلقِك؟
كلا ما كانَ بَشراً مَنْ اِعْتدى على النّورِ وَطَعن
كلا و ربّي ما صَدرَ مِنْهم إلا شَناعَةٌ لا يَقتَرِفُها أنسٌ وجِنّ.
بَكتْكَ عِيونُ الصَخرِ، وَ ضَجَّ كُلُّ مَنْ في الكَونِ فاسْوَدَّ
مَا عَرَفُوكَ سَيدّي وَضَاعُوا "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ"
حَينَ أَحرمَ الحاجُّ يُلبي، جَئتَ ربّي وَذَهبْتَ بلا ذَنبٍ وَظَن
صَوتُ نِسَائِكَ يَطنُّ في مَسْمَعي، وَصُراخُ أَطفالِكَ يَكْويني
وَاليَتامَى بُعثرِتْ هُنا وَهُناك، تُنادِيكَ أَبَتاهُ يا حسين
جَدّاهُ يا رسولِ اللهِ، يا زينباهُ، قُمْ لِسِبْطِكَ طَرِيْحاً بِوادي كَربلاء
مَا تَوانى عَنْ أَمرِ رَبِّهِ مَلكُ المَوتِ عَدا وقتِ قَبضِ رُوحِكَ فَسكن
حار "وَالمَلَكُ صَفاً" في السمواتِ نَكستْ ما رأتْ مَشهداً كَهذا في الزَمن
أَوحَى رَبُكَ أنْ "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي" وَاسْكُني الجَنَّةَ
عَجَباً لِشَخْصِكَ يا شَهيدُ وَكَيْفَمَّا يَتَلوَّى قَلباً فِيهِ مَدُّكَ سَرمد!
أَلا يَكونُ الخُلودُ وُقوفاً بِذِكْرِكَ وَقدْ عشتَ فِينَا لِلأَبَد؟
أنْتَ مَنْ قَدَّمتَ لِحَياتِكَ سَيّدي يا ليتني كُنتُ مَعَكَ
مَولايَ اسْقِني شَيْئاً مِنْ رَويَّك،َ أَنَا المُتَعطِّشُ لِهذهِ النِعم
أَينَنِي مِنْكَ؟ صَدقَ قَائِلُها،
قفْ!
الحُسينُ نَبضٌ لِمَا بَعدَ الكَفن
صَرختُ بِاسمِ الحبِّ "وَالْفَجْرِ" يَتَّمتَنِي بلْ مَلَأتَنِي،
قمْ يا بنَ الحسن