شعر السيد الحميري الجزء الثامن: الإمام الصادق عليه السلام
فالحميريُ قالَ فيه شعرا= كأنهُ قلّدَ فيه الدُرا
فقال كالسحابِ كان جعفرُ= وكفهُ تعجزُ عنها الأبحرُ
الارضُ ميراثٌ له والناسُ= وعزمهُ وعلمهُ والباسُ
فيه الخلاصُ من عذابِ النارِ= ويوم يُدعى الناسُ للجبارِ
إني تجعفرتُ وذاك فخرُ= فهو امام ملهمٌ وحَبرُ (1)
(1) السيّد الحميري هو اسماعيل بن محمد بن زيد بن ربيعة من حمير ، ومن قبيلة قحطانية ،
وبهذا لم يكن هذا الشاعر سيداً علوياً ولا هاشمياً وإنما هو لقبٌ أطلق عليه لأنه سيّد شعراء
أهل البيت عليهمالسلام بعد الكُميت ودعبل ، لقد تعرض هذا الرجل الجليل لحملةٍ شعواء قديماً
وحديثاً ، حيث نَسبت اليه ظلماً تهمة شرب الخمر ، وتهمة اعتناقه عقيدة باطلة وغير
ذلك ، وقد تصدى جملة من كبار علمائنا للدفاع عنه بأعتباره صوتاً علوياً يريدون إخماده
كما فعلوا ذلك مع غيره.
قال السيد حسن الصدر : .. وقد أكثر الناسُ الوضعَ والكذب عليه ونسبوه الى الفسوق ،
والوجه الظاهر عندي أنه كان أول أمره كيسانياً ثم استبصر على يد الإمام الصادق عليهالسلام
وهو القائل :
تجعفرتُ بأسم الله واللهُ أكبرُ
وأيقنتُ أن الله يعفو ويغفرُ
ودنتْ بدينٍ غيرَ ما كنتُ رائياً
هداني اليه سيدُ الناس جعفرُ
وقال الشيخ المفيد : وقد رجع السيد الحميري عن القول بمذهب الكيسانية لمّا بلغه إنكار
الإمام الصادق عليهالسلام مقاله ودعا له بالهداية فقال حينئذ :
أيا راكباً نحو المدينة جسرةً
غذافرةً تُهدي بها كل سبسبِ
إذا ما هداك الله عاينتَ جعفراً
فقل يا أمينَ الله وابنَ المُهذبِ
إليك رددت الأمر غيرَ مُخالفٍ
وفئت الى الرحمن من كل مذهب
سوى ما تراه يابن بنتِ محمدٍ
فان بها عهدي وزُلفى تقربي
الى أن قال :
وأشهد ربي أنّ قولكَ حجةٌ
على الخلق طُراً من مطيعٍ ومذنبِ
الارشاد / 283.
وقال السيد ابن معصوم : كما نسبوا للسيد الحميري أنه كان كيسانياً فقد نسبوا نفس
القول الى كثيّر ونسبوا له ابياتاً في هذا الغرض ، وأغلبُ الظن أنهما رجعا عن ذلك وتابا.
الدرجات الرفيعة / 589.
وقد حضر الصادق عليهالسلام وفاته وبشره بالجنة. وينسب إليه هذا القول في حق السيد
الحميري : دعوه فإنه إن زلت له قدم ثبتت له أخرى.
المصدر : موقع شعراء أهل البيت (ع) - www.Shoaraa.com