لم يبلغ الباقرُ سنَّ الثالثه= إلّا وقد شاهدَ أقسى حادثه في كربلا عانى من الأهوالِ= في محنةِ النّساءِ والأطفالِ رأى الحسينَ جدّهُ صريعا= مقطّعاً على الثرى تقطِيعاً رأى الخيامَ أصبحت رَمادا= رأى الخيولَ تطحنُ الأجسادا رأى النَّساءَ في البراري حيرى= رأى العيونَ بالدموعِ عبرى رأى السماءَ امتلأت دُخانا= رأى الرجالَ تَرفعُ السّنانا وفوقهُ رأسُ ابنِ بنتِ المصطفى= وسيِّد المنتجبين الشُّرفا رأى السبايا في دروب الشامِ= أسيرةً لزمرةِ اللَّئام رأى السَّياطَ تُلهِبُ الظُّهورا= رأى القيودَ تُثقلُ النحورا فظلَّ قلبُه لها حَزينا= يَمزجُ في لوعتهِ الأنينا مشاهدٌ ما فارقت عينيهَ= فقد تراءتِ دائماً إليه يذكرُها فتهطلُ الدموعُ= سخينةً يَغمرها الخشوعُ (1)

Testing
عرض القصيدة