وفي الصباحِ حاطتِ الخُيولُ= بالدارِ وابنُ « أشْعَثٍ » يقولُ أُخرُجْ إلينا فلكَ الأمانُ= وإنْ أبيتَ تُوقَدُ النيرانُ فكَرَّ فيهم مُفرداً يُنادي= يا مَنْ نكَثتُمْ بيعةَ الرشادِ « أقسَمتُ لا أُقتَلُ إلّا حُرّا= وإنْ رأيتُ الموتَ شيئاً نُكْرا كلُّ أمرئ يوماً مُلاقٍ شَرّا= ويخلطُ الباردَ سخناً مُرّا رُدَّ شعاع النفسِ فاستقرا= أخافُ أنْ أُكذبَ أوْ أُغَرّا » حتّى هوى مُخَضَّباً صَرِيعا= فأسرُوهُ بَطَلاً مُرِيعا جِيءَ بهِ للقصرِ وهوَ يَزأَرُ= يقولُ : هلْ الى الحسينِ مُخْبرُ ؟ ثمَ قضى صَبراً ولمْ يستسلمِ= فأَلْفُ آه للشهيدِ مسلمِ وأمرَ الطاغي بقتلِ « هاني »= وكانَ في أغلالهِ يُعاني وسُحِبا في السوقِ بالحبالِ= وصُلِبا مِنْ فوقِ جذع بالِ (1) وظلَّتِ الكوفةُ تَغلي خائفَهْ= ومكةٌ تَزهو بأندى طائفَهْ حيثُ الحسينُ لم يزلْ مُقِيما= يُقبّلُ الأركانَ والحَطِيما يَنهى عنِ الفحشاءِ والمعاصي= حتّى أَتاهُ خبرُ ابنِ العاصي بأنّهُ جاءَ لكيْ يغتالَهْ= فأخْبرَ الحسينُ سرّاً آلَهْ في ليلةِ الثامنِ منْ ذي الحِجَّهْ= فتركَ الجميعُ فيها حجَّهْ وفي الصباحِ لمْ يعُدْ مُقيما= حتى أَتى عشاءً « التَّنْعِيما » مُودَّعاً بالدمعِ والبكاءِ= منْ أهلهِ وفتيةِ البَطْحاءِ

Testing
عرض القصيدة