الرسالة: *** عندما تخبو أحاديثُ الهوى= عندما يسكن في القلب الضرامْ فاندفع للكأس واشربْ أبداً= واحرق العمر به فهو حطام أنتم أضرمتم النار بقلبي= جنّ هذا الوالهُ الغِرِّ بحبِّ عندما واجهني الصدُّ إذا= كلُّكم يطعن أعصابي بعتب بيدي وحدي سحقتُ الذكرياتْ= بيدي وحدي ذبحتُ الاُمنياتْ أيّها الباحثُ عن معجزة= هل ترى يجدي بكاءُ الثاكلات أنظر العمر جحيماً قاتلاً= كيف تطوي رحلتي الدربَ الطويل أنظر الأعوام قفراً شاسعاً= أنا فيه ضائعٌ دون دليل بعد تاريخٍ غبيٍّ عاصفٍ= كنتُ فيه راكضاً خلف السراب لاح لغز العمر لكن أسفاً= إنّه لاح وقد ولّى الشباب يا طبيبي لا تجسّ النبض لن= تعرف الداء بنبض وجبين وإذا ما رُمتَ أن تفحصني= هاكَ روحي تعرف الداء الدفين إنّني أبحثُ عن قلبٍ لكي= أعرضَ الشكوى له والقلقا أنا لا يفهمني إلا الذي= مزّق الدهرُ صباه مِزَقا أنا وحدي هاهنا أحيا على= خنجر الوهم الذي غاص بقلبي عبثاً أشكو فمن يسمعني= كلّهم حجّرهم مليون ذنب أنت يا مولاي قد قلت لنا= من دعاني إنّني منه قريب كم طرقتُ الباب أرجو نظرةً= تكشف الستر ، فهل أنت مجيب يمضغ البؤس بعنفٍ خاطري= فيسدُّ الدرب وحشٌ وضياع يبرز الأمسُ حراباً مُرّة= تطعنُ العمر فتنهار القلاع كم أنا قاومتُ دهراً خاطئاً= كم تحمّلتُ افتراساً وجراح وإذا في لمحةٍ تهوي الرؤى= ليسير العمر في هوج الرياح لمحةٌ وانفجرتْ ثانية= لخطى الفارس نيرانُ الخصوم لمحةٌ ..لم أدرِ كيف انبثقتْ= إنّها إرثُ غباء وسموم سقط الفارسُ في الوحل ولم= تثنه الرحلةُ ، فالدربُ طويل إنّ شرطَ النصر صبرٌ دائمٌ= وكفاحٌ وسلاحٌ ودليل قد مضى شهرٌ تحمّلتُ به= كلَّ أوجاع المدى للتائبين كيف لم أصبرْ عشراً إنّها= تنقل العمر لفجر الأربعين حيث يسمو المرءُ فيها لمدى= كلُّ ما فيه جلالٌ وجمالٌ تسبح الروح باُفقٍ نيّرٍ= أبداً تسكن في طُهر الوصال كم أنا سرتُ بسيناء ، وقد= خضتُ في الرحلة أمواج الضياع آه تعساً لنصيبي كيف لم= أكمل الشوط بعزمٍ واندفاع « سوف أسعى » كم أنا كرّرتها= من زمانٍ وأنا طفلٌ صغيرْ ثم أسعى إذ بأغلال المدى= تُمسك الخطو فيرتدُّ حسير هل ترى أغرق في اليأس فلا= كوّة تفتح لي باب النجاةْ يا إلهي هل ترى أبقى بلا= أملٍ في عالمٍ من ظلمات أنتَ كم أنقذتني من محنٍ= هي للخطو دروسٌ وعبرْ بيد أنَّ القلب أُفقٌ قاتمٌ= لا يرى نورك إلا في الخطر الجواب: *** « حَطِّم القيد تحرّرْ يا فتى= كم ستبقي مرهقاً حتى متى » لن ينال الدين والدنيا معاً= غير من « بالكدح » يجتاز المدى إنهض الآن من القبر انتفضْ= واخلع الأكفانَ عن كنز الإله كلُّ أوجاع المدى تمسحها= بحنان دافئٍ كفُّ الصلاه من تحدّى الموج لا يشكو العناء= فرياحُ النفس يأسٌ وشقاء أيُّها الباحث عن معجزةٍ= في سبيل الله إعجازُ الشفاء لا تقلْ بالعجز قد صاغوا البشر= خُطَّ حَظُّ المرء في لوح القدر دع حديث الجبر كم من خاسرٍ= واصل الحربَ مراراً فانتصر لحظةً وانظر لأهوالِ الحساب= من نعيمٍ وخلودٍ وعذاب سوف تَنسى كلَّ أهوال الدنا= هل ترى فكّرتَ يوماً بجواب ؟ هل ترى فكّرتَ يوماً بفقير= طاوياً يبحث عن قرص الشعير وصغارٍ فتكَ البردُ بهم= أو ترى يشوون من حرِّ الهجير ؟ غائبٌ في الذات لا تصغي إلى= عالمٍ ينهشه وحشُ الفساد هل ترى فكّرتَ في تغييره= أنتَ مسؤولٌ غداً يوم المعاد هل ترى جيلاً يضحّي بالصبا= ويرى في موته أحلى سعاده وشباباً فجّر الدينُ بهم= لهباً فاقتحموا سوح الشهاده كيف يمضون بشوقٍ للجهاد= طلّقوا الدنيا ليحيوا في المعادْ فتيةٌ مذ آمنوا بالله حقّاً= زادهم عزماً وهدياً وسدادْ إنّها الدنيا امتحانٌ وبلاءْ= فازَ من واجه ذنباً بمضاءْ لذّةُ النفس إذا ما رفضتْ= لذّةً حرّمها ربُّ السماء من ترى يولد خطواً مؤمنا= ثابتاً يمشي على درب الفلاح إنّه أنتَ الذي تصنع من= غدكَ الآتي شقاءً أو صلاح فتعلّم أيُّها القلبُ .. فكم= ضاع عمرٌ وتهاوتْ اُمنيات فتمسّك بالتقى في عزمة= فهو في الدنيا وفي الاُخرى النجاة كيف تُغري النفسَ أوحالُ الهوى= كيف تسعى بجنون للفساد كيف لا تمضي على درب الهدی= وترى عينُكَ أهوالَ المعاد كيف لا تسمع صوتاً هادراً= يملأ الحشرَ .. « قفوهم » للحساب يوم لا يُجديك عذرٌ طائشٌ= ورؤى يلهبها عهد الشباب تفتح النيرانُ فاهاً شرهاً= ناقماً من نزق القلب العنيد يمضغ الحشدَ جحيمٌ هائلٌ= صارخاً في غضبٍ « هل من مزيد » إنّه يومٌ عسيرٌ مرعبٌ= ليس فيه مهربٌ للمذنبين من مشى في العمر أعمى طائشاً= سوف يلقى نقمة العدل المبين إنّ من لم يضبط النفسَ وقد= عاش محموماً على وحل الحرام سوف لا يبصر في الاُخرى سوى= هوّةٍ يغمرها هولُ الضرام إنّه اليومُ الذي تشهد في= ساحه عينٌ وسمعٌ وجلودْ حيث يغدو كلُّ عضوٍ ناطقاً= ويجيء الناسُ والكون شهود إنّه الذنبُ الذي يشوى به= حيث يغدو بصرُ المرء حديد هو في دنياه قد ألقى على= عينه ستر الهوى فهو بليد إنّ درب الفوز ، خطوٌ مؤمنٌ= ثابتٌ عبر الصراط المستقيم ليس تُثنيه رؤىً محمومةٌ= وحرابٌ وسرابٌ لا يقيم ربما تثقل في البدء الخطى= ربما تُهزمُ يوماً في النضال فانفض اليأس لتبقى مبحراً= رغم عنف الموج تمضي للكمال إنّ من لا يبصر الكبوةَ في= رحلةٍ تُنهشها نار البلاء سوف يبقى حجراً في حفرةٍ= ملؤها الوحش ولا يرقى العلاء لا تغب في خدر الوعي فلن= تلمحَ الأحلامَ في قبر الخدر إنّما بالكدح والصبر على= كلِّ أوجاع المدى يأتي الظفر فانهض الآن من اليأس ودعْ= في الطريق الصعبِ أوحال الغياب إنَّ من يرجو خلاصاً طاهراً= أبداً يمشي على جمر الصعاب

Testing
عرض القصيدة