رحلتْ للإله تشكو اُناساً= جرّعوا الطهر أعظم الأرزاءِ أو لم يسمعوا الرسول وكم قال= بأنّ الزهراء خير النساء إنّ من أغضب البتول فقد نا= صبَ ربَّ العباد شرَّ عداء كم حديثٍ له عن الطهر عمّا= قد حباها الإله خير حباء كم ثناءٍ لله فيها فما يجدي= ثناء الأقلام والشعراء كم لها من مناقبٍ قد تسامت= بعلاها على بني حوّاء قد رعاها النبيُّ يرفدها علماً= وطهراً من منهل الإيحاء ولدتْ من سنا السماء وعاشت= بهداها وزُوّجت في السماء وتلاقى النوران في الخلد ، كي يخ= لد نور الشريعة السمحاء وتلاقى النوران في الخلد وامتدَّ= لبقيا الأئمّة الاُمناء حجج الله في البسيطة لولاهم= لدبَّ الفناء في الأشياء والنبيُّ العظيم أنقذ جيلاً= من دجى الجاهليّة الجهلاء حلّقوا بالهدى إلى ذروة المجد= وكانوا في هوّةٍ عمياء هل جزاء الإحسان أن يمنعوا الزهراء= عن سكب دمعها والبكاء كيف لا تذرف الدموع وقد غاب= أبوها وكهفها في البلاء كان نعم الملاذ يمسح عنها= غصص الدهر باليد البيضاء كان ظلاً تأوي إليه إذا اشتدّ= ت عليها لواعجُ الضرّاء لقيت بعده مصائبَ شتّى= من قلوبٍ مليئةٍ بالعداء وثب القومُ يطلبون من العترة= ثأر الأوثان والآباء غصبوا حقّها وحقَّ « عليٍ »= وتناسوا أمجاد آل العباء جحدوا بيعة الغدير بغدرٍ= بعد ما قدّموا عهودَ الولاء أسفروا عن تآمرٍ كتموه= عن نبيِّ الهدى بوجه الرياء أشعلوا نارهم بباب إبنة= المختار نارَ الأطماع والبغضاء دخلوا دارها ، فلاذتْ وراء البا= ب ستراً من أعين الأعداء عصروها ليكسر الباب صدراً= قد حوى سرَّ خاتم الأنبياء أسقطت محسناً إلى الأرض ميتاً= وترامتْ خضيبةً بالدماء ثم قادوا الوصيَّ مثل هَزبْرٍ= أو كراع تقوده كفُّ شاء عجباً كم أبادَ للكفر جمعاً= بحسامٍ يُردي العدى بمضاء قيّدته وصيةٌ من رسول الله= حفظاً للشرعةِ الغرّاء ورأته البتول يُسحب والناس= تغاضوا عن سيّد الأوصياء رأت الطهر كيف فرّق ليلُ الجهل= جيلاً عن سيّد الأوصياء رأت الطهر كيف يخنق صوت الحق= حكمُ الإرهاب والإغراء نهضتْ والجراح تنزف منها= وجرتْ خلفهم بكلِّ عناء صرخت فيهمُ : دعوه ، وإلا= سوف أشكو إلى الإله بلائي فأتاها اللعينُ بالسوط كي يُسكت= منها صوتاً شجيَّ النداء إنّ آلامها ستشهد يوم الحشر= ماذا لاقتْ من الخلفاء سوف يستفسر الجميع مدی الدهر= لماذا قد اُلحدتْ في الخفاء آه لولا جرحُ البتولةِ ما كانتْ= جراحُ الحسين في كربلاء(0) إنّني قد أتيتُ يا مشرق النور= وعيني في ظلمة الانطفاء (1) ربِّ إنّي طرقتُ كل دروب الأرض= بحثاً يا سيدي عن شفائي لم أجد في الورى مغيثاً ولم أظفر= بكلّ الدنا بحُلم شفائي أنا في البحر قد تلفّتُ عن درب خلا= ص فلم أجد غير ماء فتوجّهت للسماء عسی تهمي= علی محنتي ببعض عطاء فأتاني النداء يهتف في قلبي= مُطلّاً في غمرة اللّئلاء هل تُرى رفّت البشارة في عمري= وأصغيتُ مذعناً للنداء لن ترى في الوجود باب نجاةٍ= غير باب الصدّيقة الزهراء فبحقّ البتول والأب والبعل= بحقّ الأئمّة الاُمناء وبحق السرِّ الذي في وجود الطهر= يخفى بكنزه المعطاء إنّني قد أتيتُ أحمل دمعي= وذنوبي وتوبتي وولائي فتلطّف عليِّ واكشف ظلامي= وأنِر ناظري بفيض الضياء