نَعَي النَّعِيُّ مُصَابَ الهَاشِمٖيّينَا=كَأَنَّ عاشورَ بالاَحْزَانِ يَعْنٖينا فقُمْتُ في الحالِ عن تَمْييزِ رُزْئِهِم=بالحُزْنِ اِذْ صَدَحَ النَّاعٖي بهٖ فٖينا لِلّٰهِ رُزْءٌ جَلٖيلٌ لَايُرَي اَبداً=اِلَّا لِتَقْطٖيعِ اَكْبٰادِ ٱلمُحِبّٖينَا رُزْءٌ لَهُ فَجْعَةٌ طَمَّتْ فَكَانَ بِهَا=عَنْ كُلِّ نائبَةٍ نابَتْ تَأَسّٖينَا هٰذَا العُلُوُّ الكبٖيرُ الخَطْبِ موقِعُهُ=تَدبَّرُوا سورةَ الاِسْرَاۤءِ تَالٖينَا هٰذَا الَّذي لَمْيَدَعْ للمؤمنٖينَ عُلاً=و لا سُروراً و لَا دُنْياً و لَا دٖينَا يا لَلرِّجَالِ عجٖيبٌ ذَا ٱلمُصَابُ اَمَا=نَري لَنٰا مُسْعِداً بالنَّوْحِ مَحْزُونَا لِاَنَّهُ رُزْءُ فَرْدٍ لَا نَصٖيرَ لَهُ=بينَ المَلاعٖينِ مِنْ بعدِ المُحَبٖينَا لَهْفِي لَهُ فٖي رجٰالٍ اَبْرَقُوا و هُمُ=ظُبَا القَنٰا و ضيٰاۤءٌ في الدّياجٖينَا كَم قَدْ سَقَوْا فاجِراً كأسَ الرَّدَي وَ غدا=يُسْقٰي بذٰلِكَ زَقُّوماً وَ غِسْلٖينَا و كَمْ اَبٰادُوا مِنَ الاَعْدا بِضَرْبِهِمِ=جَمّاً غَفٖيراً وَ اِنْ كٰانُوا قَلٖيلٖينَا لِيَهْنِهِم اِذْ دعَا الدّٰاعٖي لِحَيْنِهِمِ=تَصَارَخُوا لِمُنَادٖيهِمْ مُلَبّٖينَا فَجَرَّدُوا لِموَاضِي العَزْمِ وَ ادَّرَعُوا=قلوبَهُمْ فَاَتَوْا لِلمَوْتِ مَاشٖينَا فعَانَقُوا لِرِضَاهُ الْبٖيضَ وَ اسْتَبَقُوا=اِلَي الفَنَا بالْقَنَا و البٖيضِ رَاضٖينَا حَتّي قَضَوْا فاِذٰا قَدْ صَارَ فِعْلُهُمُ=اَنْ عَانَقُوا مِنْ عَطَاهُ الْخُرَّدَ الْعٖينَا بينَ الصِّفَاحِ و سُمرِ الخَطِّ مَصْرَعُهُمْ=و حُزْنُهُمْ فٖي حَشَاشَاتِ الْمُوَالٖينَا يَا لَيتَنٖي مِتُّ فٖيهِمْ بَيْنَ سَيِّدِهِمْ=و مِثْلُ اُمْنِيَّتٖي جَهْدُ الْمُقِلّٖينَا يَا لَيتَنٖي مُتُّ فٖيهِمْ كَيْ اُعَدَّ غَداً=فِي السَّابِقٖينَ الْمُجَلّٖينَ ٱلْمُصَلّٖينَا يَا لَهْفَ نَفْسٖي لِمَوْلٰايَ الحُسينِ وَ قَدْ=اَضْحٰي فَرٖيداً وَحٖيداً بَيْنَ غٰازِيْنَا ( كُلٌّ حَرٖيصٌ عَلَي اِتْلافِهٖ فَلِذَا=ابَدْوا مِن الحقدِ ما قَدْ كَانَ مَدْفُونَا) يَدْعُو اَمَا مِنْ نَصٖيرٍ جَاۤءَ يَنْصُرُنَا=اَلَا رَحٖيمَ مُحٰامٍ جٰا يُواسٖينَا اَلَا عَطُوْفَ لِوَجْهِ اللّهِ يَرْحَمُنَا=اَلَا رَؤفَ بِنَا رٰاجٍ يُراعٖينَا اَلَا سَخِيَّ يَبيعُ اللّهَ مُهْجَتَهُ=فٖي نَصْرِنا بِجِنَانِ ٱلخُلْدِ يَاتٖينَا نَحْنُ وَدَاۤئِعُ جَدّٖي عِنْدَكُم فاِذَا=خُنْتُمْ اَمَانَتَهُ مٰاذَا تَقُولُونَا ( فَلَنْتُطٖيعُوا العَلِي حتّي تُطٖيعُونَا=و لاتُحِبُّونَهُ حتَّي تُحِبُّونَا ) نَقْضٖي عَلَي عَطَشٍ وَ المَاۤءُ ماۤءُ اَبِي=وَ مَاءُ جَدّٖي وَ اَنْتُمْ لَيسَ تَسْقُونَا فحَلَّ فٖيهِمْ كَشاۤءٍ حَلَّ ذُو لُبَدٍ=فيها كذلكَ هُمْ عَنْهُ يفِرُّونَا اَوْ اَنَّهُ مَلَكٌ ينْقَضُّ مِن فلَكٍ=في كفِّهٖ كوكبٌ يَرمِي الشَّيَاطٖينَا حَتَّي قَضَي بالظَّما حَرَّي حَشاشَتُهُ=في ناصِرٖينَ بِجَنْبِ النَّهْرِ ظامٖينَا اَفْدٖي لهُ مِنْ عَلَي المَيْمونِ حٖين هَوي=علي الثَّري عاثِراً اِذْ كَانَ مَيْمُونَا اَفْدٖيه اِذْ قُطِعَتْ اَوْداجُهُ و غَدا=كريمُهُ فِي القَنا كالبدرِ تَبْٖيينَا اَفْدٖيه اِذْ خَبطتْهُ الخيلُ راكِضةً=حتّي غَدا جِسْمُهُ بالرّكْضِ مَطْحُونَا عُقِّرْتِ كيف خَبطْتٖ قَلْبَ فاطِمَةٍ=و حَيْدرٍ و حَشَا خَيْرِ النَّبِٖيّينَا اَبْكٖيه ملْقيً ثَلاثاً لَايُجَهِّزُهُ=الَّا الاَعَاصٖيرُ تَحْنٖيطاً و تَكْفٖينَا و ليْسَ زُوَّارُهُ الَّا الفراعِلُ اَوْ=ضَبْعٌ و سَبْعٌ اَوِ الاطْيارُ تَبْكٖينَا وَ حَولَ مَصْرَعِهٖ غُبْرٌ مَلاۤئِكةٌ=لايفتُرُونَ فهُمْ شُعْثٌ يَنُوحُونَا ابْكٖيهِ اَمْ لليَتامَي اَمْ لنِسْوتِهٖ=صوارِخاً حاسراتٍ بين سَابٖينَا اَلَا ابْكِ كلَّهُمُ اوْ فابْكِ بعْضَهُمُ=فجُزْؤُ ذٰلِكَ في الاحزانِ يَكْفٖينَا وَ ما نَسٖيتُ فلَاانْسَي النِّساءَ لَها=نَدْبٌ يَشُبُّ الجوَي شَدّاً و تَهْوٖينَا كمثلِ زينبَ اِذْ تدعُو الحسينَ اَلَا=يا كَافلٖي مَنْ يُرَاعٖينَا وَ يَحْمٖينا يا نُورَ دٖينِيَ وَ الدُّنْيَا و زٖينَتَهَا=يا نُورَ مَسْجِدِنَا يا نُورَ نَادٖينا وَا ضَيْعَتٖي يا اخٖي مَنْذَا يُلَاحِظُنَا=مَنْ كَانَ يكفِلُنا مَنْذَا يُدَارٖينا خَلَّفْتَنا للعِدَا مَا بينَ ضارِبِنَا=و بَيْنَ سَاحِبِنَا حٖيناً و سَابٖينَا كُنَّا نُرَجّٖيكَ للشِّدَّاتِ فانْقَلَبَتْ=بنَا اللّيَالٖي فخابَ الظَّنَّ راجٖينَا يا ليْتَنٖي متُّ لَمْاَنْظُرْ مَصَارِعَكُمْ=اَوْ لَمْنَرَ الطّفَّ مَا عِشْنَا و لاجٖينَا لِلّهِ مَقْتُولُنَا لِلّٰهِ فانٖينَا=لِلّٰهِ غابِرُنَا لِلّٰهِ مَاضٖينا لِلّهِ فَجْعَتُنَا لِلّهِ مَصْرَعُنَا=لِلّٰهِ اَوّلُنَا لِلّٰهِ تَالٖينَا هَا مَنْ لِثَكْلَي رَمَاهَا الدّهرُ غافِلةً=مِن الرّزايا بِاَدْهَي الخَطْبِ تَعْٖيينَا هَا مَنْ لِمَنْ اَوْحَشَتْ اَبْياتُهُمْ لَهُمُ=و هُمْ بَقُوا بصَحارِي الطَّفِّ ثاوٖينَا اُخَيَّ هٰذَا ابْنُكَ السَّجَّادُ يَعْثُرُ في=قُيُودِهٖ و هُوَ يَبْكٖيكم و يَبْكٖينا اُخَيّ ها هُمْ يُريدُونَ المسٖيرَ بِنَا=الي ابْنِ مرجانةٍ عنكُمْ لِيُهْدُونَا اَسْتودِعُ اللّٰهَ مَنْ لَمْتُرْجَ اَوْبَتُهُ=مِن نازِحِ الدّارِ عنّا رأسُهُ فٖينَا و سيَّرُوهُمْ عُرايَا فوْقَ عارِيَةٍ=دَبْرَي وَ لا رِفْقَ في المَسْرَي و لَا لٖينَا حتّي اتَوْا كوفةً للشّامِتٖينَ ضُحيً=مكشَّفٖينَ عَلَي الاَقْتَابِ عارٖينَا و الرأسُ فوقَ سنانِ العلجِ يَقدُمُهُمْ=كبَدْرِ تمٍّ سَماهُ فوْقَ هَيْعُونَا لَهُ رُؤُسُ الاُولَي فازُوا كأنَّهُمُ=كواكِبٌ زَهَرتْ وَهْناً لِسَارٖينَا و اهْلُ كوفانَ منهُمْ شامِتٌ بِهِمُ=قَرٖيرُ عينٍ و منْهُمْ مَنْ يَنُوحُونَا و في السّبايَا علِيُّ بنُ الحسينِ علي=بَعٖيرِهٖ و هو فٖيما قال يُشْجٖينَا يا اهلَ كوفَانَ كم ذا تضحَكونَ و كَمْ=تُبالغُونَ بمَا فٖيهِ تَأَذّٖينَا يا اُمّةَ السُّوءِ لا سَقْياً لِرَبْعِكُمُ=يا اُمَّةً لَمْتُرَاعٖ جَدَّنا فٖينَا لو اَنَّنا وَ رسولَ اللّٰهِ يجمَعُنَا=يومُ القِيٰمَةِ مَا كنتُمْ تقولونَا تُسَيِّرونَا عَلَي الاقْتابِ عارِيَةً=كَأنَّنَا لَمْنُشَيِّدْ فيكمُ دٖينَا بَنٖياُمَيَّةَ مٰا هذا الوُقُوفُ عَلَي=تِلكَ المَصاۤئبِ لاتُصْغُوا لِدَاعٖينَا تُصَفِّقُونَ علينا كَفَّكُمْ فرَحاً=و انتُمُ في فجاجِ الارضِ تَسْبُونَا أليْسَ جَدِّي رسولُ اللّٰهِ ويلكُمُ=اهدَي البرِيَّةَ مِنْ سُبلِ المُضِلّٖينَا يا وقْعَةَ الطفِّ قَدْ اوْرَثْتِنٖي حَزَناً=اللّٰهُ يَهْتِكُ اَسْتارَ المُسيۤئٖينَا اورثتِ قَلْبِيَ اَحزاناً تَجدَّدُ مَا=كَرَّ الجَدٖيْدانِ لٰاتَبْلَي و تُبْلٖينَا فَكُلُّ اَرْضٍ و يومٍ كربلَاءُ وَ عَا=شُورَا و شَخْصُكُمُ لِي نصْبَ راۤئٖينَا يَا سَادَتٖي عَبْدُكُمْ يَبْكٖي مَصَابَكُمُ=لَهُ مَدامِعُ تَحْكِي الهُطَّلَ الْجُونَا مِنْ نُونِ مُقْلَتِهٖ في نَظْمِ قٰافِيَةٍ=رَوِيُّهَا النّونُ فيكم يَا بَنِي نُونَا غَرّا بِحُسْنِكُمُ فَقْمَا بِحُزْنِكُمُ=ثَكْلَي لِمَا نَابَكُمْ يَا ابْنَ الكَرِيْمٖينَا ( مسرورةً بِكمُ مَحْزُونَةً لَكُمُ=جاءَتْ بذٰلِكَ تفرٖيحاً و تَحْزٖينَا ) مِنْ اَحْمَدٍ نَجلِ زينِالدّٖينِ عَبْدِكُمُ=تَقَبّلوا يٰا بَنٖي طَاهَا وَ يَاسٖينَا كُونُوا لَنَا فَوقَ مَا نَرْجُوْ بِحُبِّكُمُ=فَما لَنٰا فٖي غَدٍ اِلَّا مَوَالٖينَا صَلَّي الاِلٰهُ عَلَيْكُمْ مٰا هَدَي بكُمُ=مَا فٖي خَزَاۤئِنِهٖ يَا خَيْرَ هَادٖينَا