تهاوَتْ غبرةُ الأثرِ = ولاحَ السبطُ للبصرِ يُكفكفُ دَمعَ مُقلتِهِ = ويمشي حانيَ الظهرِ نَحا للنهرِ يستهدي = كحالِ الأرمدِ النَظَرِ إلى أَنْ ساقَهُ التعثار = لجنحانٍ بلا نسرِ فمالَ لها يُقبِّلُها = ويَلثِمُ مِسْكَها العطرِ وألقاها على بصرٍ = فعادَ ضياؤهُ يجري فلاحَتْ رايةُ العبَّاس = وقد رُكِزَتْ على الصدرِ ولاحَ الرأسُ منفضخاً = مِنَ التهشيمِ والطبرِ ولمْ تَسلَمْ جَوَارِحُهُ = مِنَ الأحقَادِ والبترِ فنالَتْ كلُّ جارحةٍ = وسامَ الفخرِ والصبرِ فأَهوى فَوقَ جُثّتِهِ = وصافحَ زندَهُ المبري وزاحمَ سهمَ مقلتِهِ = وقدْ قَدُحَتْ كَما الجَمْرِ وصَلّى بالدموعِ أسىً = صَلاةَ الخسفِ في القَمَرِ وطَابَتْ حينَها النَجوَى = فَوسَّدَهُ على الحِجْرِ مناجاةُ الحسين عليه السلام: تهاوَتْ غبرةُ الأثرِ= ولاحَ السبطُ للبصرِ يُكفكفُ دَمعَ مُقلتِهِ= ويمشي حانيَ الظهرِ أخي يا بأسَ مُعتركي= وعَظمَ عموديَ الفقري أتدري يا شقيقَ الدين= بفقدِكَ ينتهي عمري فَمَنْ للشَمْلِ يَجْمَعُهُ =إذا ما آلَ للنثرِ ؟ وجُرحي مَنْ يُطبِّبُهُ =وهَلْ للكسرِ مِنْ جَبْرِ؟ مناجاةُ العباس عليه السلام: تهاوَت غبرةُ الأثرِ =ولاحَ السبطُ للبصرِ يُكفكفُ دَمعَ مُقلتِه= ويمشي حانيَ الظهرِ أخي أحلى المُنى عندي= أُفدّي خَامِسَ الطُهرِ وأَزرعُ بالوفاءِ يداً =بظهرِ الأرضِ تستشري وقد حقَّقْتُ أُمنيتي= وقد أوفَيْتُ بالنذرِ فعذراً للوداعِ أخي= واعذرْ ساعدي المَبْرِي