تناثرَ في شفقِ المصرعِ = شعاعٌ من الأفُقِ الأروعِ يداعبُ وجهكِ يا كربلاءُ = ويُزجي العطاشى إلى المنبعِ إلى حيثُ ألقى عصاهُ الإباءُ = وأرغمَ آنافَ من لا يعي بأنَّ الحسينَ عبورُ السماءِ = إلى الأرضِ في هالةٍ شعشعِ خشوعاً إلى قبلةِ الأولياءِ = وسعياً إلى عطشِ البلقعِ تداعَتْ على وجنتيكَ الدهورُ = وثوبُ جلالِكَ لم يُنزعِ فنحرُكَ قيثارةُ الأنبياءِ = ومعزوفةُ العالمِ الأرفعِ وصدرُكَ إشراقةُ الرازِحينَ = أسارى إلى غيهبٍ مُقذعِ وعيناكَ لؤلؤةُ المبحِرِينَ = إلى عببٍ أهوجٍ زعزعِ إلى حيثُ نالَ الذرى فارسٌ = بكفينِ مبتورتَي إصبعِ وحلّقَ طيفاً إلى مهدِهِ = رضيعٌ تسامى على الرُضّعِ يرفرفَ كالبلبلِ المستفيقِ = على رعشةِ السهمِ في الأذرعِ وحيثُ الصهيلُ يجولُ المدى = ووطْءُ السنابكِ في مسمعي وأبصرْتُ قافلةَ السائرينَ = سبايا إلى الكوفةِ الأبشعِ وحيثُ الرؤوسُ تضيءُ القنا = قناديلَ شعَّتْ ولم تُهطعِ فأدركْتُ أنِّي بأرضِ الطفوفِ = وبوابةِ الأملِ المشرَعِ