يا سجدةً حمراءْ
يعلو ثراها العارفون
صلَّيتَ فيها محفلًا
ما زالَ يأسرُهُ الجبين
في موعدٍ للقدسْ
منْ فوقِ رمضاتِ الطفوف
أوعظتَهُمْ ، آسرتَهُمْ
كالصورةِ البيضاء
تسمو رداءً من رسولْ
ودعوتَهُمْ للسلمْ
وردًا أحمرَ كالإصبعَين
يا قبضةً للحبّ
ها أنتَ تنتشلُ القلوبْ
وسحرتَ فيضاً من عُيونْ
ذاكَ الجحيمُ مصوَّرٌ
منْ وعظِكَ الجانيْ
على قلبِ الشجين
يا أيّها القرآنُ يُتلى ثورةً الثائرين
لم تبتدِئْ منْ بعدُ حتّى
قَسَماتُ ذاكَ الحاجبَين
يا ليتَ روحي ثائرًا في كربلاء
لأعيشَ في أحضانِ بحرٍ من عناء
***
دقَّتْ طبولُ العشقِ
في مرآةِ من صاغَ الجبين
لم يكنْ إلا حِراكًا سالكا
نحوَ السماء
يا آسرًا للروح
ما جفَّتِ الأقلامْ
فتجلّياتُكَ صرخةٌ
أمسَتْ سراجًا للوالهين
لم تبقَ إلا ثورةً
تعلو دموعَ العاشقين
***
يا حسرةً كونيةً
في النفسِ تملكُها الحروف
كم هؤلاءِ جحيمُ تيهاتِ الأنين ؟
كم سجدةٍ معزوفةٍ منْ تحتِ أوتارِ الوتين ؟
كم دمعةٍ أسكبْتَها ألقًا ؟
تزاحمُ قبلةً علويةً للساجدبن
كم طعنةٍ زلزلْتَ فيها الكونَ
والعرشَ العظيم ؟
جاؤوا برأسِكَ محملاً
وبهِ تُهَزُّ عروشُ كلِّ الظالمين
لم يعلموا أيُّ البقاءِ لهُمْ
ليلٌ تصرَّمَ حقدُهُ
أم صُبْحُكَ المزدانُ في نصرٍ مبين
ها أنتَ قلتَ لهُمْ :
"هيهاتَ نحريَ أنْ يلين .."