طربٌ بماذا؟ أو لماذا تطربُ = إنْ كنتَ من كأسِ المنيّةِ تشربُ وعَلامَ مثلُكَ في الدنيّةِ راغبٌ = وعَلامَ عنْ نومِ المنيّةِ ترغبُ لا شيءَ يبقى في الحياةِ وإنّما = كلُّ الأمورِ إلى معادٍ تذهبُ والدهرُ إنْ يعطيكَ يوماً حاجةً = ستراهُ في غدِهِ يعودُ فينهبُ كمْ منْ غنِيٍّ صارَ في فقرٍ وكمْ = منْ دارِ عزٍّ بعدَ عزٍّ تخربُ وكتابُ عمرِكَ فيهِ ألفُ حكايةٍ = فيهِ ستفرحُ ساعةً وستنحبُ وسهامُ أيامِ الزمانِ مصيبةٌ = قلبَ الكرامِ وأينَ مِنْها المهربُ؟ مثلُ الحسينِ مشرّدٌ منْ مكّةٍ = وبركبِهِ أمُّ المصائبِ زينبُ لم أنْسَهُ حينَ الوداعِ وأختَهُ = كلٌّ يعذّبُهُ الوداعُ ويتعبُ أحسينُ هلْ أبقى وأنتَ مضيَّعٌ = أم يا ترى أهنَى وأنتَ مخضّبُ إنْ كانَ صعباً أنْ أراكَ مضيّعاً = فوحقِّ أمِّكَ إنَّ قتلَكَ أصعبُ مَنْ لِلوديعةِ إنْ ذهبْتَ بكافلٍ = أمْ مَنْ إلى الأيتامِ أمٌّ أو أبُ أم مَنْ يُدَافعُ عن خيامِكَ عندَما = بالنارِ تُحْرَقُ يا حسينُ وتُسْلَبُ ولِمَ الأسنَّةُ والسّيوفُ تتابَعَتْ = وعلى فؤادِكَ يا أخي تترَتَّبُ؟ ألَعَلَّهَا جاءَتْ إليكَ بحاجةٍ = ولغيرِ قلبِكَ لا تبوحُ وتطلبُ؟ ما كانَ ظنّي أنْ أراكَ مجدَّلاً = كلا ولا يغتاُل شمسَكَ مغربُ