في همهماتِ الوردِ أنتَ مدوزنا=عِطرًا بلحَنِ الدّمعِ غنَّى لِ المُنَى في كلِّ قافيةٍ تفتَّقَ صمتُكَ=من " نوتةِ " الأحزانِ نهرًا ساكِنَا قد مَالَ في أذنِ الزَّمانِ حديثُهُ=وَمضى يشدُّ القولَ شِعرًا بيِّنا وحيٌ كما القُرآنِ أعجزَ أحرفًا=بوحٌ سماويٌّ يَقدُّ الألسنا قُل لي بربِّكَ كيفَ يحويكَ القصيدُ=وما يقولُ وأنتَ آيٌ كَ السَّنا ؟ يَا مَن فَنَتْ في حُبِّهِ كلُّ القلوبِ=وَقلبُهُ الأزليُّ باقٍ ما فنا قلبٌ يضجُّ الخلدُ في أضلاعِهِ=يدعُو: ألا مِن عاشِقٍ عافَ الدُّنا ؟ قلبٌ يتيهُ التّيه ُفي عليائِهِ=يرنو إليهِ الخيلُ حَتّى وَالقنا ! أَوَ ما ترى في كربلاءَ هَوى بنحرِهِ=سَاجدًا من شوقِهِ سَهمُ الفَنا ؟ أَوَ ما تَرى في كربلاءَ تهافَتَتْ=من حولِهِ شُهبٌ أبَتْ إلّا الهَنا ؟ ودنا على شطِّ الفُراتِ بحبِّهِ=قمرٌ تضرَّج بِالدِّما ما إنْ دنا تركَ اليدينِ إلى الحُسينِ كأنّما= يدري بأنَّ السِّبطَ ينهَبْهُ القنا في رأسِهِ المفضوخِ ألفُ حِكايةٍ=حبلى بدمعِ الطِّفلةِ العطشى هُنا في عينِهِ تبكي البتولُ أذى العِدى=أوجَاعَ غربتِها ، وفقدَ المُحسنا هذا بُكاءُ الوردِ جرَّحَ رُوحَنا=مُذْ رتَّلتْكَ بعبقِها لحنًا بِنَا هاكَ القلوبَ قَدْ اثْقِلَتْ نبضًا شَكا= شوقاً بها المحمومُ مِن مسِّ الضَّنا

Testing
عرض القصيدة