زحفوا ألوفاً يتبعون غَماما = كي يقتلوا القرآنَ والإسلاما كي يقطعوا نحرَ الصلاةِ وروحَها = كي يدفنوا التطوافَ والإحراما كي يسحقوا نبضَ الزكاةِ ببخلهم = ومن الصيامِ يجرّدون صياما كي يُثْكلوا قلبَ الشريعةِ بالهدى = كي يُرجعوا الأنصابَ والأصناما ليقيّدوا العدلَ الفتيَّ بظلمِهم = حتى يعودَ كأنّه ما قاما زحفوا ألوفاً مثلما زحفَ الدجى = ليضخَّ في وجهِ الحياةِ ظلاما هُرعوا لنصرةِ كأسِ خمْرٍ مُترَعٍ = هامتْ به شفةُ اللعينِ هُياما هُرعوا لنصرةِ قِردِهِ وكلابِهِ = حتّى يظلوا عندَهُ أغناما! جاؤوا بقعقعةِ السلاحِ وجلُّهم = يدري الحسينَ مُطهَّراً وإماما يدرونَ أنّ المصطفى بجبينِه = لكنّهم سلّوا عليه حُساما ! يدرونَ بالفردوس رهنَ ولائِه = لكنّهم ملأوا البطونَ حَراما يدرونَ أنّ الحقَّ حادي ركبِه = لكنّهم منحوا الضلالَ زِماما جاؤوا يرُومونَ الحياةَ وزيفَها = وبريقَها الخدّاعَ والأوهاما لو أنهم نصروا الحسينَ لأحرزوا = فوقَ المنى الفردوسَ والإنعاما صلّوا! ألم يتفكّروا؟! فعلى الذي = جاؤوا لقتلِهِ يقرؤونَ سلاما !! ضلّوا كأنعامٍ أضاعتْ دربَها = والذئبُ ينشدُ تلكمُ الأنعاما يبكي الحسينُ عليهمُ إذ إنّهم = في قتلِهِ سيُضرَّمونَ ضِراما عجباً لرحمتِهِ! كذا عجباً لهم = كم في قِبالِهِ يُصبحونَ لِئاما! يدعوهمُ كي يَرجعوا عن غيِّهم = ركبوا العنادَ ولم يُطيقوا كلاما ردّوا عليهِ بألسنٍ مسنونةٍ = بل أمطروهُ حجارةً وسِهاما! عبدوا هواهُم، إنّ مَن عبَدَ الهوى = سيرى الشفاءَ من السَقام سَقاما! أرخى عنانَ المجد سِبطُ المصطفى = ورأى الحمايةَ للصلاةِ حِماما أعطى النفيسَ بلِ النفيسَ جميعَهُ = أضحى لناصيةِ الفِدا رسّاما جعلَ النجومَ مواطئاً لدمائهِ = والمجدُ صارَ لنحرِهِ خَدّاما صنعَ الحياةَ بنحرِهِ وضلوعِهِ = واشتقَّ من وسمِ الإباءِ وِساما ليستْ حياةُ المرءِ ما فوقَ الثرى = ليستْ هي الأيامَ والأعواما إنّ الحسينَ حياتُه فوقَ المدى = قد أعجزَتْ بعطائِها الأقلاما نحبو إلى وصفِ الفداءِ بأسطرٍ = نبقى أمامَ إمامِنا أقزاما نهجُ الحسين أبٌ وأمٌ للهدى = إنّا بِلا نهجِ الحسينِ يتامى "تبكيكَ عيني لا لأجلِ مثوبةٍ" = بل هامَ قلبي في هواكَ هُياما أبكيكَ أنّكَ للجمالِ جمالُهُ = وبأنَّ ذكرَكَ عطّرَ الأياما لولاكَ ما بقيَ الربيعُ بمقلتي = كلا ولا بقيَ السلامُ سلاما أنا ما شهدتُ الطفَّ لكن أدمعي = ظلّت كأني قد شهدتُ سِجاما عِظَمُ الفجيعةِ كانَ أعظمَ منطقاً = ممن روى الأحداثَ والآلاما نتهجّأُ الطفَّ الأليمَ بفكرِنا = يبقى يحيّرُ عندَنا الأفهاما يومٌ تفرّدَ في الوجودِ وجودُهُ = قَدْ جاوزَ الأفلاكَ والأجراما هذي الدموعُ خُطىً إليهِ لعلَّنا = نأتي الضفافَ لنشحذَ الإلهاما مَنْ لي بشِعرٍ يرسمُ الحدَثَ الذي = لو قِيلَ قدْ جَعَلَ الجبالَ رُكاما أو قيلَ قدْ عَقُمَ الربيعُ بُعيْدَهُ = والشمسُ صارَتْ لا تُزيلُ ظَلاما والسعدُ جفّتْ وجنتاهُ ولم يعُدْ = في العيشِ ذاكَ المشرقَ البسّاما لو قيلَ ذلكَ ما تعجّبَ مؤمنٌ = أو خافَ لو يحكي بذاكَ مَلاما فالطفُّ لولا شاءَ ربُّك أعدمَتْ = مأساتُهُ عيْشَ الورى إعداما لهفي عليهِ مقطّعاً أشلاؤُه = ملأَ القلوبَ تماسُكاً ولِحاما لهفي على الظمآنِ يسقي نبعُهُ = عطَشَ القلوبِ ويحفظُ الإسلاما أأبا الإباءِ، ولم يكنْ لهُ من أبٍ = حتى مجيئِكَ فاستطالَ قِياما أأبا الفداءِ، وما تركْتَ لمُفتدٍ = شأواً يُطالُ ولا تركْتَ زِماما هذا الختامُ، وما بدأتُ بفضلِكُمْ = حتى أسوقَ لما بدأتُ ختاما نبعُ المكارمِ كلِّها، لو قد نأى = عنهُ الكِرامُ فلنْ يكونوا كِراما

Testing
عرض القصيدة